الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4531 ) فصل : ومن رد لقطة أو ضالة ، أو عمل لغيره عملا غير رد الآبق ، بغير جعل ، لم يستحق عوضا . لا نعلم في هذا خلافا ; لأنه عمل يستحق به العوض مع المعاوضة ، فلا يستحق مع عدمها ، كالعمل في الإجارة . فإن اختلفا في الجعل ، فقال : جعلت لي في رد لقطتي كذا . فأنكر المالك ، فالقول قوله مع يمينه ; لأن الأصل معه

                                                                                                                                            وإن اتفقا على العوض ، واختلفا في قدره ، فالقول قول المالك ; لأن الأصل عدم الزائد المختلف فيه ، ولأن القول قوله في أصل العوض ، فكذلك في قدره ، كرب المال في المضاربة . ويحتمل أن يتحالفا ، كالمتبايعين إذا اختلفا في قدر الثمن ، والأجير والمستأجر إذا اختلفا في قدر الأجر . فعلى هذا إن تحالفا فسخ العقد ، ووجب أجر المثل . وكذلك الحكم إن اختلفا في المسافة ، فقال : جعلت لك الجعل على ردها من حلب

                                                                                                                                            فقال : بل على ردها من حمص . وإن اختلفا في عين العبد الذي جعل الجعل في رده ، فقال : رددت العبد الذي شرطت لي الجعل فيه . قال : بل شرطت لك الجعل في العبد الذي لم ترده . فالقول قول المالك ; لأنه أعلم بشرطه ، ولأنه ادعى عليه شرطا في هذا العقد فأنكره ، والأصل عدم الشرط .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية