الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4553 ) فصل : ومن ترك دابة بمهلكة ، فأخذها إنسان ، فأطعمها وسقاها وخلصها ، ملكها . وبه قال الليث ، والحسن بن صالح ، وإسحاق . إلا أن يكون تركها ليرجع إليها ، أو ضلت منه . وقال مالك : هي لمالكها الأول ، ويغرم ما أنفق عليها . وقال الشافعي ، وابن المنذر : هي لمالكها ، والآخر متبرع بالنفقة ، لا يرجع بشيء ; لأنه ملك غيره ، فلم يملكه بغير عوض من غير رضاه ، كما لو كانت في غير مهلكة ، ولا يملك الرجوع ; لأنه أنفق على مال غيره بغير إذنه ، فلم يرجع بشيء ، كما لو بنى داره

                                                                                                                                            ولنا ما روى الشعبي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { من وجد دابة قد عجز عنها أهلها ، فسيبوها ، فأخذها ، فأحياها ، فهي له } . قال عبد الله بن حميد بن عبد الرحمن : فقلت - يعني للشعبي - : من حدثك بهذا ؟ قال : غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أبو داود بإسناده . وفي لفظ عن الشعبي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من ترك دابة بمهلكة ، فأحياها رجل ، فهي لمن أحياها }

                                                                                                                                            ولأن في الحكم بملكها إحياءها وإنقاذها من الهلاك ، وحفظا للمال عن الضياع ، ومحافظة على حرمة الحيوان ، وفي القول بأنها لا تملك تضييع لذلك كله ، من غير مصلحة تحصل ، ولأنه نبذ رغبة عنه وعجزا عن أخذه ، فملكه آخذه ، كالساقط من السنبل ، وسائر ما ينبذه الناس رغبة عنه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية