( 4630 ) فصل : وإن . فله مثلا نصيبه . وإن قال ثلاثة أضعافه فله ثلاثة أمثاله . هذا الصحيح عندي . وهو قول قال : أوصيت لك بضعفي نصيب ابني . وقال أصحابنا : إن أوصى بضعفيه ، فله ثلاثة أمثاله . وإن أوصى بثلاثة أضعافه ، فله أربعة أمثاله وعلى هذا كلما زاده ضعفا زاد مرة . وهذا قول أبي عبيد . واحتجوا بقول الشافعي وقد ذكرناه . وقال أبي عبيدة : ضعفاه أربعة أمثاله ، وثلاثة أضعافه ستة أمثاله ; لأنه قد ثبت أن ضعف الشيء مثلاه ، فتثنيته مثلا مفرده ، كسائر الأسماء . ولنا ، قول الله تعالى : { أبو ثور فآتت أكلها ضعفين } . قال عكرمة : تحمل في كل عام مرتين وقال : أثمرت في سنة مثل ثمرة غيرها سنتين . ولا خلاف بين المفسرين فيما علمت في تفسير قوله تعالى : { عطاء يضاعف لها العذاب ضعفين } . أن المراد به مرتين . وقد دل عليه قوله تعالى : { نؤتها أجرها مرتين } . ومحال أن يجعل أجرها على العمل الصالح مرتين وعذابها على الفاحشة ثلاث مرات ، فإن الله تعالى إنما يريد تضعيف الحسنات على السيئات ، وهذا المعهود من كرمه وفضله ، وأما قول فقد خالفه غيره ، وأنكروا قوله . قال أبي عبيدة ابن عرفة : لا أحب قول في : { أبي عبيدة يضاعف لها العذاب ضعفين } . لأن الله تعالى قال في آية أخرى : { نؤتها أجرها مرتين } . فأعلم أن لها من هذا حظين ، ومن هذا حظين . وقد نقل معاوية بن هشام النحوي ، عن العرب أنهم ينطقون بالضعف مثنى ومفردا بمعنى واحد . وموافقة العرب على لسانهم ، مع ما دل عليه كلام الله تعالى العزيز وأقوال المفسرين من التابعين وغيرهم ، أولى من قول المخالف لذلك كله ، مع مخالفة القياس ونسبة الخطأ إليه أولى من تخطئة ما ذكرناه . وأما قول أبي عبيدة ، فظاهر الفساد ; لما فيه من مخالفة الكتاب والعرب وأهل العربية ، ولا يجوز التمسك بمجرد القياس المخالف للنقل ، فقد يشذ من العربية كلمات تؤخذ نقلا بغير قياس . والله أعلم . أبي ثور