الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4753 ) فصل : وإن وصى لجيرانه ، فهم أهل أربعين دارا من كل جانب . نص عليه أحمد . وبه قال الأوزاعي ، والشافعي . وقال أبو حنيفة : الجار الملاصق ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { الجار أحق بصقبه } . يعني الشفعة ، وإنما تثبت للملاصق ، ولأن الجار مشتق من المجاورة . وقال قتادة : الجار الدار والداران . وروي عن علي ، رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم : { لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد } . قال : من سمع النداء . وقال سعيد بن عمرو بن جعدة : من سمع الإقامة . وقال أبو يوسف : الجيران أهل المحلة إن جمعهم مسجد ، فإن تفرق أهل المحلة في مسجدين صغيرين متقاربين ، فالجميع جيران ، وإن كانا عظيمين ، فكل أهل مسجد جيران ، وأما الأمصار التي فيها القبائل ، فالجوار على الأفخاذ . ولنا ، ما روى أبو هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { الجار أربعون دارا ، هكذا وهكذا وهكذا وهكذا } . وهذا نص لا يجوز العدول عنه إن صح ، وإن لم يثبت الخبر ، فالجار هو المقارب ، ويرجع في ذلك إلى العرف .

                                                                                                                                            ( 4754 ) فصل : وإن وصى لأهل دربه أو سكته ، فهم أهل المحلة الذين طريقهم في دربه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية