الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6547 ) الفصل الثاني : أن الأم إذا عدمت ، أو تزوجت ، أو لم تكن من أهل الحضانة ، واجتمعت أم أب وخالة ، فأم الأب أحق وبه قال أبو حنيفة ، والشافعي في الجديد وحكي ذلك عن مالك ، وأبي ثور وروي عن أحمد أن الأخت والخالة أحق من الأب فعلى هذا ، يحتمل أن تكون الخالة أحق من أم الأب وهو قول الشافعي القديم ; لأنها تدلي بأم ، وأم الأب تدلي به ، فقدم من يدلي بالأم ، كتقديم أم الأم على أم الأب ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ببنت حمزة لخالتها ، وقال : { الخالة أم } ولنا ، أن أم الأب جدة وارثة ، فقدمت على الخالة ، كأم الأم ، ولأن لها ولادة ووراثة ، فأشبهت أم الأم

                                                                                                                                            فأما الحديث ، فيدل على أن للخالة حقا في الجملة ، وليس النزاع فيه ، إنما النزاع في الترجيح عند الاجتماع وقولهم : تدلي بأم قلنا : لكن لا ولادة لها ، فيقدم عليها من له ولادة ، كتقديم أم الأم على الخالة فعلى هذا ، متى وجدت جدة وارثة ، فهي أولى ممن هو من غير عمودي النسب بكل حال وإن علت درجتها ; لفضيلة الولادة والوراثة ، فأما أم أبي الأم فلا حضانة لها ; لأنها تدلي بأبي الأم ، ولا حضانة له ، ولا من أدلى به .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية