والفتنة أكبر من القتل
( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) (النساء: 83)
إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، هـي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الفرد، وهذه الشهور من حدود الله وشعائره، التي لها حرمتها ولها أحكامها المعروفة في مظانها من كتب الفقه والحديث، والتي لا سبيل إلى الحديث عنها في هـذا المقام، فلذلك حديث آخر.. قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام. ) (المائدة: 2) .
ولقد عرف العرب قبل الإسلام هـذه الشهور، وشيئا من حرمتها، وهم على إرث بقية من دين إبراهيم أبي الأنبياء عليه السلام. لكنهم لم يرعوا لها حرمة، إلا بالقدر الذي يظنون معه أنه يحقق مصالحهم فكان النسيء، وكانوا يحلونها عاما ويحرمونها عاما. فجاء الإسلام وأقر لهذه الشهور حرمتها، وحرم انتهاكها، واعتبرها من حدود الله كما أسلفنا.. [ ص: 90 ]