مناهج الأئمـة المشهورين
يعتبر الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد ، فقهاء حديث وأثر، فهم الذين تلقوا فقه أهل المدينة، وحملوا علومهم، أما الإمام أبو حنيفة فهو وارث فقه (أهل الرأي ) ومقدم مدرستهم في عصره.
إن الاختلاف الذي كان بين مدرسة ( سعيد بن المسيب ) التي قامت على فقه الصحابة وآثارهم، وسار على نهجها المالكية والشافعية والحنابلة وبين مدرسة ( إبراهيم النخعي ) التي تعتمد الرأي إن غاب الأثر، هـذا الاختلاف كان طبيعيا أن ينتقل إلى كل من أخذ بمنهج إحدى المدرستين، ولا ينكر أحد أن الخلاف قد خفت حدته كثيرا في هـذا الطور، ذلك أنه بعد انتقال الخلافة إلى بني العباس، نقل العباسيون بعض كبار علماء الحجاز إلى العراق لنشر السنة هـناك، منهم: ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، ويحيى بن سعيد [1] ، وهشام بن عروة [2] ، ومحمد بن إسحاق [3] ، [ ص: 91 ] وغيرهم، كما أن بعض العراقيين رحلوا إلى المدينة وتلقوا عن علمائها، كأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم [4] ومحمد بن الحسن اللذين [5] أخذا عن مالك [6] كما انتقل كثير من آراء العراقيين وأفكارهم [ ص: 92 ] إلى الحجاز كانتقال أفكار الحجازيين إلى العراق ، ومع ذلك فقد نجد الأئمة الثلاثة مالكا والشافعي وأحمد يشكلون منهجا متقاربا فيما بينهم وإن اختلفوا في بعض مناهج الاستنباط وطرائقه، على حين تميز الإمام أبو حنيفة عنهم في منهجه.