أبو حنيفـة ومالـك
مر معنا في استعراضنا لمذهب الأئمة الاختلاف الكبير بين أبي حنيفة ومالك رحمهما الله، وتباين الأسس التي يعتمدها كل منهما فيما يخص مذهبه؛ ولكن هـذا لم يمنع، رغم فارق السن التي بينهما، أن يجل الواحد منهما صاحبه، وأن يكون معه على جانب كبير من الأدب مع اختلاف مناحيهما في الفقه ... أخرج القاضي عياض في (المدارك ) قال: قال الليث بن سعد : لقيت مالكا في المدينة ، فقلت له: إني أراك تمسح العرق عن جبينك. قال: عرقت مع أبي حنيفة ، إنه لفقيه [ ص: 124 ] يا مصري. قال الليث : ثم لقيت أبا حنيفة ، وقلت له: ما أحسن قول هـذا الرجل فيك (يشير إلى مالك ) فقال أبو حنيفة: ما رأيت أسرع منه بجواب صادق، ونقد تام.. [1] .