الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( المقاتلة ويحرم أن يستعين بكفار ) لحديث عائشة { أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى بدر فتبعه رجل من المشركين فقال له : تؤمن بالله ورسوله ؟ قال لا قال فارجع ، فلن أستعين بمشرك } متفق عليه ; ولأن الكافر لا يؤمن مكره وغائلته لخبث طويته والحرب يقتضي المناصحة والكافر ليس من أهلها ( إلا لضرورة ) لحديث الزهري { أن النبي صلى الله عليه وسلم استعان بناس من المشركين في حربه } رواه سعيد وروى أيضا { أن صفوان بن أمية شهد حنينا مع النبي صلى الله عليه وسلم } وبهذا حصل التوفيق بين الأدلة والضرورة مثل كون الكفار أكثر عددا أو يخاف منهم وحيث جاز اشترط أن يكون من يستعان به حسن الرأي في المسلمين ، فإن كان غير مأمون عليهم لم يجز كالمرجف وأولى .

                                                                                                                      ( و ) يحرم ( أن يعينهم ) المسلم ( على عدوهم إلا خوفا ) من شرهم لقوله تعالى { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } .

                                                                                                                      ( قال الشيخ ومن تولى منهم ) أي : من الكفار ( ديوانا للمسلمين انتقض عهده ) إن كان .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية