الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( أهلها ولو ) كان الغال ( أنثى أو ذميا ) ; لأنهما من أهل العقوبة ، ولذلك يقطعان في السرقة ، وغير الملتزم لأحكامنا لا يحرق متاعه ( إلا سلاحا ) ; لأنه يحتاج إليه في القتال ( ومصحفا ) ، وجلده ، وكيسه ، وما يتبعه لحرمته ( وكتب علم ) ; لأنه ليس القصد الإضرار به في دينه ، بل في بعض دنياه ( وحيوانا بآلته من سرج ، ولجام ، وجل ، ورحل ، ونحوه ، وعلفه ) ; لأنه يحتاج إليه ، ولنهيه صلى الله عليه وسلم أن يعذب بالنار إلا ربها ( وثياب الغال التي عليه ) ، فلا تحرق تبعا له .

                                                                                                                      ( ونفقته ) ; لأنها لا تحرق عادة ( وسهمه ) ; لأنه لم يكن من رحله حال الغلول ( وما غله ) ; لأنه للغانمين ( ولا يحرم ) الغال ( سهمه ) من الغنيمة ; لأن سبب الاستحقاق موجود ، فيستحق كما لو لم يغل ، ولم يثبت حرمان سهمه في خبر ، ولا يدل عليه قياس ، فبقي بحاله ( وما لم تأكله النار ) كالحديد ( أو استثنى من التحريق فهو له ) أي : الغال .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية