أولا: في الحقل الأسري:
أ- الأحكام الأسرية:
أحكام الأسرة هي مجموعة المقررات الشرعية المتعلقة بالزواج والطلاق والنفقة والولاية والمواريث وغيرها مما يطلق عليه: "قانون الأحوال الشخصية".
لقد بينت الأحكام الشرعية الأنكحة المحرمة، وهي بسبب النسب والرضاعة على نحو ما ورد في سورة النساء (آية 23)، إضافة إلى تحريم الزواج من المشركات وعدم صحة الجمع بين أكثر من أربع نساء في آن واحد. ووضعت هذه الأحكام شروطا لانعقاد الزواج، منها موافقة ولي الأمر خشية الضرر والغرر، وشهادة الشهود، وأضاف الاجتهاد توثيق العقد تلافيا لأي شقاق بين الزوجـين أو اختلاف حول الشروط، فضلا عن توافر الإرادة والقبول الصحيح الذي لابد أن يتم بحرية دونما ضغوط على نحو ما قررته السنة [ ص: 90 ] بقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن ) [1] .
وقد وضعت الشريعة أحكاما للخطبة منها:
1- أن تكون خالية من الموانع الشرعية، التي تمنع الزواج كالتحريم المؤبد أو المؤقت.
2- أن لا يسبق الخاطب غيره بخطبة شرعية.
3- تحريم خطبة المعتدة، سواء كانت عدتها عن وفاة أو عن طلاق رجعي أو بائن [2] .
أما الحقـوق والواجبات المـقررة للزوجـين تجـاه بعضـهما البعـض فتتـمثل بما يأتي:
- حقوق الزوجة على الزوج:
أوجب القانون الإسلامي للزوجة على الزوج حق النفقة، وأن لا يقصر في تغطية نفقات الأسرة المسؤول عنها ( لينفق ذو سعة من سعته ) (الطلاق:7).. أضف إلى ذلك واجب تأديته الحق الجنسي، وحسن المعاشرة ( وعاشروهن بالمعروف ) (النـسـاء:19)، والاعـتـراف بنـسـب الأبـنـاء، كما يتوجب على الرجل تحمل المسؤولية القانونية تجاه زوجته: ( والرجل في [ ص: 91 ] أهله راع وهو مسئول عن رعيته ) [3] ، علما أن الإسلام قد منع النكاح المؤدي إلى طلاق الزوجة: ( لا يحل أن تنكح امرأة بطلاق أخرى ) [4] .
- حقوق الزوج على الزوجة:
للزوج على زوجته حقوق في مقدمتها حق الطاعة والخدمة والمحافظة على ماله وعرضه وعدم إدخال من يكره إلى منزله، وغير ذلك.
كما للزوج حق الولاية والقوامة: ( الرجال قوامون على النساء ) (النساء:34).
وللزوج حق الطلاق شريطة أن لا يتم إلا عند انسداد سبل العيش المشترك بين الزوجين. ومن عادة القضاء الإسلامي أن لا يحسم طلب الطلاق ويعطي متسعا من الوقت لكي يراجع ذوي العلاقة أنفسهم، لأن أبغض الحلال عند الله الطلاق. وإذا كان لابد من حدوث الطلاق فينبغي أن يكون بإنسانية وإحسان ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) (البقرة:229).
أما بالنسبة لحقوق الأبوين والأولاد فقد قررت الشريعة حقوقا للآباء على أبنائهم من حيث الإنفاق عليهم ورعايتهم وتوقيرهم وعدم عقهم، فعقوق الوالدين تعد من الكبائر في منظور الإسلام.
كما أن الآباء مسؤولون عن أبنائهم غير البالغين من حيث تربيتهم والإنفاق عليهم وتحمل المسؤولية عما يصدر عنهم. ومن حقوق الأبناء على [ ص: 92 ] الآباء الاعتراف بانتسابهم إليهم وعدم التنكر لهم. وأن من واجب الأب أن يعدل بين أبنائه ولا يفرق بينهم: ( اعدلوا بين أبنائكم ) [5] .
ومن الضوابط، التي يمكن لشرطة الآداب أن تحاسب عليها: الخلوة غير الشرعية بين الجنسين، فضلا عن تحريم القانون الإسلامي لفعل الزنا، الذي قرر له عقوبة الجلد: ( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ) (النور:2)، وذلك إذا ما ثبتت الجريمة بأربعة من الشهود أو بإقرار شخصي، حسب شروط الإقرار المعروفة في مظانها.
ومن أجل صيانة المرأة حرم الفقهاء غياب الزوج عن زوجته، لفترات طويلة، وأجازوا للقاضي التفريق حال غياب الزوج، إذا كان ذلك بطلب من الزوجة [6] .
ب- التربية الأسرية:
في ضوء النصوص والأحكام الأسرية، التي احتوتها الشريعة الإسلامية، تعمل التربية الإسلامية على توجيه فكر وسلوك المسلم بالاتجاهات الآتية:
1- التشجيع على الزواج والدعوة إلى تسهيله:
إن الزواج حاجة فطرية: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) (الروم:21)، ( يا معشر الشباب، من استطاع الباءة [ ص: 93 ] فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ) [7] . وإذا كان رفض التزويج مرده فقر المتقدم، فإن التوجيه الإسلامي يرفض أن يكون ذلك سببا مانعا، قال تعالى: ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ) (النور:32).
كما نهى عن المغالاة في المهور وكثرة نفقات الزواج: ( أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة ) [8] ، وحث على البساطة في ذلك: ( يمن المرأة تيسير خطبتها، وتيسير صداقها ) [9] .
2- تأكيد مبدأ الرضا والرغبة المشتركة:
جعل الإسلام للمرأة والرجل حق القبول والرفض في موضوع الزواج، ونهى عن ممارسة الضغط الأسري الذي لا يلتقي وسلطان الإرادة الذاتية. وفي هذا جاء قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن ) [10] . والتربية الإسلامية حين تؤكد هذا المبدأ وعلى حق النظر والمقابلة قبل الزواج فلذلك مغزى نفسـي هو ( أحرى أن يؤدم ) بين الزوجين - كما في الحديث الشريف [11] ، أضـف إلى ذلك تلافي ما قـد يتأتى من الزواج، الذي لا يقوم على الرغبة أو الرضا من مشكلات فيما بعد. [ ص: 94 ]
3- التربية على الاختيار الأسلم:
بما أن الأسرة هي اللبنة الأولى في البناء الاجتماعي فإن صلاحها يعني صلاح المجتمع، لهذا اهتمت التربية الإسلامية بأن يؤسس الزواج على أسس سليمة تضمن له النجاح. ومن أولى تلك الأسس الاختيار السليم. فالمرأة قد تختار لجمالها أو حسبها أو مالها أو دينها. والتدين يظل الميزة التي لها الأولوية في الاختيار: ( تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) [12] .
والمعيار نفسه ينطبق على من يتقدم لطلب يد الفتاة. قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ) [13] ، وقال رجل للحسن بن علي: إن لي بنتا فمن ترى أن أزوجها له؟ قال: "زوجها لمن يتقي الله، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها" [14] .
ونهي بشدة عن أن يكون المال أو المظهر الشكلي هو المعيار: ( من تزوج امـرأة لعزهـا لـم يزده الله إلا ذلا، ومـن تزوجـها لمـالها لـم يزده الله إلا فقرا ) [15] . وقد حذرت التربية الإسلامية من أن يكون الجمال هو الدافع الوحيد لتلك العلاقة. قال صلى الله عليه وسلم : ( إياكم وخضراء الدمن، فقيل: يا رسول الله، وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء ) [16] . [ ص: 95 ]
وهكذا أكدت التربية الإسلامية أن المعيار الأساس في الاختيار هو التدين، الذي هو أسمى من المعايير المادية والشكلية والاجتماعية الأخرى، سواء بالنسبة للمرأة أو بالنسبة للرجل.
4- الالتزام بآداب الخطبة:
حددت الشريعة آدابا للخطبة منها أن لا يخطب المرء على خطبة أخيه، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن ( يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له الخاطب ) [17] ، وأن يتقدم الخاطب وأهله إلى أهل المخطوبة، وأن يستمعوا إلى شروطهم، ونحو ذلك من آداب مرعية.
5- التربية على احترام الحقوق الزوجية:
أكدت التربية الإسلامية أن يحترم كل طرف من أطراف العلاقة الزوجية حقوق الآخر، وأن يؤدي كل منهما واجباته تجاه قرينه، لذا أوصى الزوج بحسن العشرة مع زوجته: ( استوصوا بالنساء خيرا ) [18] ، ( خياركم خياركم لنسائهم خلقا ) [19] ، ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) (النساء:19)، بل جعل المودة بين الزوجين عنوانا لهذه العلاقة: ( وجعل بينكم مودة ورحمة ) (الروم:21). [ ص: 96 ]
ومن حقوق الزوجة على زوجها: الإنفاق والعدل والرعاية أيضا.
أما بالنسبة لحقوق الزوج فقد ركزت التعاليم على واجب طاعة المرأة لزوجها، والمحافظة على ماله وعرضة: ( إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ) [20] .
كما أعطت التعاليم الرجل حق القوامة ورئاسة الأسرة، مما يعني ذلك أن الأسرة الإسلامية أسرة أبوية القيادة، وأنه من غير اللائق بالمرأة المسلمة أن تهمش دور الزوج أو أن تتصدر قيادة الأسرة بدلا عنه حتى لو كان الزوج ضعيفا، ولهذا مغزاه التربوي والاجتماعي كما لا يخفى.
6- كراهية الطلاق، وأخلاقيات الانفصال:
حرصت التربية الإسلامية الأسرية على استمرارية الزواج وعدم اللجوء إلى إنهائه، حتى غدت كلمة "طالق" في الثقافة الإسلامية من الألفاظ الحساسة والخطرة والمكروهة، ذلك أن ( أبغض الحلال إلى الله الطلاق ) [21] ، فالله تعالى قد منح الرابطة الزوجية طابعا قدسيا ووصفها بالميثاق الغليظ ( وأخذن منكم ميثاقا غليظا ) (النساء:21). لذلك لا يحسن بالزوج أن يستسهل النطق بكلمة الطلاق أو يمارسه باستهتار. ولكن إذا كان لابد من الطلاق فثمة أخلاقيات له، في مقدمتها أن لا يتم إلا بالحسنى [ ص: 97 ] ( وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ) (البقرة:231)، ( وسرحوهن سراحا جميلا ) (الأحزاب:49).
من جهة أخرى، حثت التربية الإسلامية المرأة على تقديس الحياة الزوجية، وأن لا تستسهل طلب الطلاق: ( أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة ) [22] .
- المقومات التربوية للعلاقة بين الأبناء والآباء:
اهتم الإسلام بتربية الأولاد منذ المراحل الأولى ليشبوا أبناء صالحين، لاسيما في علاقتهم مع الأبوين، الذين جعل الإحسان إليهما وإجلالهما وتكريمهما من أعظم الواجبات، قال تعالى: ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ) (الإسراء:23-24)، ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ... ) (لقمان:14-15)، ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) (الإسراء:24).
لذا فطاعتهما والبر بهما والإحسان إليهما ورعايتهما والدعاء لهما وتوقيرهما وإكرامهما من أعظم واجبات الأبناء تجاه الآباء. وتلك من أجمل [ ص: 98 ] صور التربية وأكثرها تميزا بين التربويات الأسرية، حتى إن البر في التوجيه الإسـلامي لا يقـف عنـد شـخـص الوالـدين، بل يمتـد إلى كل من له رحمـا أو صداقة أو صحبة معهما.
ولا ننسى أن نشير إلى أن الآباء يتحملون مسؤولية تربية الأبناء بما يقيهم من الانحراف: ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) (التحريم:6). لذلك أكدت التربية الإسلامية على حسن تربية الأبناء: ( أكرموا أولادكم, وأحسنوا أدبهم ) [23] ، وفي رواية: ( من كان له ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، أو ابنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن فله الجنة ) [24] .
ولاشك في أن تعليم الأولاد الفروض الدينية وتربيتهم على القيم الأخلاقية والتصورات الإسلامية السليمة، وإبعادهم عن قرناء السوء والأجواء الفاسدة من شأنه أن يؤهلهم ليكونوا أناسا صالحين، بينما إهمالهم من شأنه أن يؤدي بهم إلى الوقوع في الانحرافات الفكرية أو السلوكية.
ومن مقومات تربية الأبناء العطف والرحمة، لأن الطفل الذي يحرم من ذلك ويتلقى بدلا عنه القسوة أو النبذ، فذلك ينعكس سلبا على نفسيته ومن ثم سلوكه.
كما أن العدل بين الأبناء وعدم التفرقة بينهم ضروري لتقوية الرابطة الأخوية: ( اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم ) [25] ولهذا التأكيد مغزاه التربوي. [ ص: 99 ]
أما الاعتراف بالبنوة فهو من الحقوق الطبيعية للأبناء، ويمثل شرطا أساسيا للتنشئة الأسرية السليمة، ولاشك في أنه من الصعب أن يتفاعل الابن مع أبيه إذا ما تنكر الأب لانتسابه إليه. قال صلى الله عليه وسلم : ( أيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه، احتجب الله منه وفضحه على رءوس الأولين والآخرين ) [26] .
إن التربية الأسرية تتجاوز حدود الأسرة الصغيرة إلى الأقرباء، الذين أوصت بهم التعاليم الإسلامية خيرا، قال تعالى: ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ) (النحل:90).
وقد كان التأكيد على صلة الرحم أحد أبرز ملامح التربية الأسرية في الإسلام. فـ ( من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله، وليصل رحمه ) [27] .
كما أكدت التربية الأسـرية الاجتماعية على الاهتمام الاستثنائي بالأيتام، سـواء في نطاق الأسـرة أو في إطار المجتمع ككل، قال تعالى: ( فأما اليتيم فلا تقهر ) (الضـحـى:9)، واعتـبر النبي صلى الله عليه وسلم جزاء كفـالة اليتيم الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة... ) [28] . أضف إلى ذلك التأكيد على الحفاظ على حقوق اليتامى: ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده ) (الأنعام:152)، والاهتمام بالأرامل، في النطاقين الأسري [ ص: 100 ] والاجـتـمـاعي، قال صلى الله عليه وسلم : ( السـاعـي على الأرملة والمسـكين كالمجـاهـد في سبيل الله ) [29] .
تعليق:
إن اجتمـاع الأحـكام الأسـرية، الـتي يضمها قانون الأحوال الشخصية أو غيره من القوانين الاجتماعية مع التربية الأسرية الإسلامية إنما يشكل معادلة اجتماعية في الواقع الإسلامي تتعاضد خلالها التربية مع القانون والقانون مع التربية فيدعم بذلك بعضهما البعض.
وقد رأينا كيف أن الأحكام الشرعية الملزمة في إطار التنظيم الأسري الإسلامي سواء في موضوع الخطبة أو الزواج أو الطلاق أو العلاقات الزوجية: الجنسية والمعيشية والحقوقية، أو في علاقات الآباء بالأبناء، أو علاقات الأبناء بالآباء، أو غير ذلك من الشؤون الأسرية والاجتماعية قد اقترنت بالتوجيهات التربوية بالاتجاهات والمقاصد، التي يستهدفها القانون الإسلامي وعلى النحو الذي يتعاضد فيه الجانبان، التربية والقانون، ويكمل بعضهما البعض باتجاه تحقيق الأهداف الأسرية والاجتماعية لكل منهما.
وقد شملت هذه المعادلة في حقلها الأسري الآباء والأبناء والإخوة وحتى الأقرباء بما يحقق الفاعلية والسلوك السوي البناء، الذي من شأنه مساعدة القانون على تسهيل مهامه من جهة، وجعل التربية ضابطا ومرشدا للسلوك الأسري وإدارة الأحوال الشخصية من جهة أخرى. [ ص: 101 ]
لهذا يمكن القول: إن التربية الأسرية الإسلامية وهي تقابل الأحكام الأسرية تضع أمام كل حكم توجها مربيا تنتج عنه معادلة تتقوى خلالها الروابط الأسرية وتتماسك عبرها العلاقات الخاصة بين أفراد الأسرة ومن تربطهم علاقات القرابة على النحو الذي يجعل من مهمة القانون الأسري سهلة، سواء من جهة الالتزام بأحكامه، أو من جهة الخضوع إلى مقرراته عند أي اختلاف.