ولو فعلى عاقلة كل واحد منهم عشر الدية في ثلاث سنين ; لأن ما يجب على كل واحد منهم بدل النفس وبدل النفس يكون مؤجلا في ثلاث سنين فيعتبر الجزء منه بالكل ولا يعقل أهل مصر عن أهل مصر آخر ، وإنما يريد به إذا كان لأهل مصر ديوان على حدة أو كان تناصرهم باعتبار القرب في السكنى وأهل مصر أقرب إليه من أهل مصر آخر ويعقل أهل كل مصر عن أهل سوقهم وقراهم ; لأنهم أتباع لأهل المصر ، فإذا حزبهم أمر استنصروا بهم فأهل مصر يعقلون عنهم باعتبار معنى القرب والنصرة ، ومن كان منزله قتل عشرة رجلا بالبصرة وديوانها بالكوفة عقل عنه أهل الكوفة ; لأنه إنما استنصر بأهل ديوانه لا بجيرانه .
( ألا ترى ) أن القرب في السكنى لا يكون أقوى من قرب القرابة ولو أن بالكوفة وديوان الآخر بالبصرة لم يعقل أحدهما عن صاحبه ، وإنما يعقل عن كل واحد منهما أهل ديوانه فكذلك ما سبق . أخوين لأب وأم ديوان أحدهما