الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ومن قتل جرادة ( المحرم في الحرم ) تصدق [ ص: 85 ] بما شاء ) ; لأن الجراد من صيد البر فإن الصيد ما لا يمكن أخذه إلا بحيلة ويقصده الآخذ ( وتمرة خير من جرادة ) لقول عمر رضي الله عنه : تمرة خير من جرادة .

التالي السابق


( قوله : لأن الجراد من صيد البر ) عليه كثير من العلماء . ويشكل عليه ما في أبي داود والترمذي عن أبي هريرة قال { خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة أو عمرة ، فاستقبلنا رجل من جراد فجعلنا نضربه بسياطنا وعصينا فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلوه فإنه من صيد البحر } وعلى هذا لا يكون فيه شيء أصلا ، لكن تظاهر عن عمر إلزام الجزاء فيها . في الموطأ أنبأنا يحيى بن سعيد أن رجلا سأل عمر عن جرادة قتلها وهو محرم فقال عمر لكعب : تعال حتى نحكم ، فقال كعب : درهم ، فقال : عمر : إنك لتجد الدراهم ، لتمرة خير من جرادة . ورواه ابن أبي شيبة عنه بقصته ، ورواه عبد الرزاق عن إبراهيم أن كعبا سأل عمر فذكر معناه ، وقال : حدثنا محمد بن راشد عن مكحول أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن الجراد يقتله المحرم فقال : تمرة خير من جرادة ، وتبع عمر أصحاب المذاهب ، والله أعلم . وفي المحيط : مملوك أصاب جرادة وهو محرم إن صام يوما فقد زاد وإن شاء جمعها حتى تصير عدة جراد ثم يصوم يوما .




الخدمات العلمية