الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2289 11 - حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنهما : أن عبد بن زمعة وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ابن أمة زمعة فقال سعد : يا رسول الله ، أوصاني أخي إذا قدمت أن أنظر ابن أمة زمعة فأقبضه ، فإنه ابني ، وقال عبد بن زمعة : أخي ، وابن أمة أبي ، ولد على فراش أبي ، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم شبها بينا بعتبة فقال : هو لك يا عبد بن زمعة; الولد للفراش ، واحتجبي منه يا سودة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " أوصاني أخي فلينظر فيه " والحديث مضى في أوائل كتاب البيوع في باب تفسير المشبهات; فإنه أخرجه هناك عن يحيى بن قزعة ، عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة إلى آخره ، وهنا أخرجه عن عبد الله بن محمد البخاري المعروف بالمسندي ، عن سفيان بن عيينة ، عن محمد بن مسلم الزهري إلى آخره .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إن عبد بن زمعة " لفظ عبد خلاف الحر ، هو ابن لزمعة بفتح الزاي والميم والعين المهملة ابن قيس العامري الصحابي ، قوله : " اختصما " كانت خصومتهما عام الفتح ، قوله : " أوصاني أخي " أخوه هو عتبة بن أبي وقاص ، اختلفوا في إسلامه ، وهو الذي شج رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسر رباعيته يوم أحد ، قوله : " إذا قدمت " أي مكة ، قوله : " أن أنظر ابن أمة زمعة " هذا الابن المختصم فيه ، اسمه عبد الرحمن ، صحابي ، قوله : " شبها بينا بعتبة " هو عتبة بن أبي وقاص ، وقد حكم صلى الله تعالى عليه وسلم هنا بأنالولد للفراش ، ولم يحكم فيه بالشبه ، وهو حجة قوية للحنفية في منع الحكم بالقائف ، وإنما قال لسودة بنت زمعة ، وهي زوج النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : احتجبي منه ، أي من ابن أمة زمعة تورعا للمشابهة الظاهرة بين ابن أمة زمعة وعتبة ، والله أعلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية