الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2290 12 - حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث ، عن سعيد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له : ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة ، فربطوه بسارية من سواري المسجد ، فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما عندك يا ثمامة ؟ قال : عندي يا محمد خير . . . فذكر الحديث ، قال : أطلقوا ثمامة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي مطابقته للترجمة في قوله : " فربطوه في سارية " وذلك كان للتوثق خوفا من معرته ، والحديث مضى في كتاب الصلاة ، في باب الاغتسال إذا أسلم وربط الأسير أيضا في المسجد ، فإنه أخرجه هناك عن عبد الله بن يوسف ، عن الليث ، عن سعيد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة إلى آخره ، وأخرجه أيضا هناك في باب دخول المشرك المسجد بهذا الإسناد ، عن قتيبة ، عن الليث ، عن سعيد بن أبي سعيد ، هو المقبري .

                                                                                                                                                                                  قوله : " خيلا " أي ركبانا ، قوله : " قبل نجد " بكسر القاف وفتح الباء الموحدة ، أي جهة نجد ومقابلها ، قوله : " ثمامة " بضم الثاء المثلثة وتخفيف الميمين ، وأثال بضم الهمزة وتخفيف الثاء المثلثة وبلام مصروفا ، قوله : " اليمامة " بفتح الياء آخر الحروف وتخفيف الميمين ، مدينة من اليمن على مرحلتين من الطائف ، قوله : " فذكر الحديث " أي بتمامه وطوله ، وسيأتي في كتاب المغازي إن شاء الله تعالى ، قوله : " أطلقوا " أمر من الإطلاق .

                                                                                                                                                                                  وفيه الأمر بالتوثق بالقيد وبالحبس أيضا ، وقد روي أن عليا رضي الله تعالى عنه كان يحبس في الدين ، وروى معمر عن أيوب ، عن ابن سيرين . قال : كان شريح إذا قضى على رجل أمر بحبسه في المسجد إلى أن يقوم ، فإن أعطي حقه وإلا أمر به إلى السجن ، وقال طاوس : إذا لم يقر الرجل بالحكم حبس ، وروى معمر ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبس رجلا في تهمة ، وحديث ثمامة أصل في هذا الباب ، والله أعلم بالصواب .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية