1655 323 - حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عاصم بن محمد بن زيد، عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم بمنى: أتدرون أي يوم هذا؟ [ ص: 82 ] قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: فإن هذا يوم حرام، أفتدرون أي بلد هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: بلد حرام، أفتدرون أي شهر هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: شهر حرام، قال: فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا.

التالي السابق

الشرح

مُطَابَقَتُهُ لِلتَّرْجَمَةِ تُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ: " قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى"؛ لِأَنَّ قَوْلَهُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ، أَعْنِي قَوْلَهُ: " أَفَتَدْرُونَ.." إِلَى آخِرِهِ، عِبَارَةٌ عَنْ خُطْبَةٍ بِمِنًى، وَلَكِنْ لَيْسَ الْمُرَادُ مِنْهُ الْخُطْبَةَ الْحَقِيقِيَّةَ الَّتِي فِيهَا شَيْءٌ مِنْ مَنَاسِكِ الْحَجِّ، وَقَدِ اسْتَقْصَيْنَا الْكَلَامَ فِيهِ فِي أَوَّلِ الْبَابِ.

وَرِجَالُهُ خَمْسَةٌ؛ مِنْهُمْ: عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَمُحَمَّدٌ يَرْوِي عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.

الْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا فِي الدِّيَاتِ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، وَفِي الْفِتَنِ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ، وَفِي الْأَدَبِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، وَفِي الْحُدُودِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَفِي الْمَغَازِي عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الْإِيمَانِ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى، وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ خَلَّادٍ، وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ، وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَّةِ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ بِهِ، وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي الْمُحَارَبَةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ، وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي الْفِتَنِ عَنْ دُحَيْمٍ.

قَوْلُهُ: " بِمِنًى" فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى الْحَالِ، وَالْبَاءُ بِمَعْنَى "فِي". قَوْلُهُ: " أَفَتَدْرُونَ" ، وَفِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ الْمُطَرَّزِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى شَيْخِ الْبُخَارِيِّ قَالَ: "أَوَتَدْرُونَ".

مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: " قال النبي صلى الله عليه وسلم بمنى"؛ لأن قوله بهذه الكلمات، أعني قوله: " أفتدرون.." إلى آخره، عبارة عن خطبة بمنى، ولكن ليس المراد منه الخطبة الحقيقية التي فيها شيء من مناسك الحج، وقد استقصينا الكلام فيه في أول الباب.

ورجاله خمسة؛ منهم: عاصم بن محمد بن زيد، يروي عن أبيه محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، ومحمد يروي عن جده عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم.

الحديث أخرجه البخاري أيضا في الديات عن أبي الوليد، وفي الفتن عن حجاج بن منهال، وفي الأدب عن عبد الله بن عبد الوهاب، وفي الحدود عن محمد بن عبد الله، وفي المغازي عن يحيى بن سليمان، وأخرجه مسلم في الإيمان عن حرملة بن يحيى، وعن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي بكر بن خلاد، وعن عبيد الله بن معاذ، وأخرجه أبو داود في السنة عن أبي الوليد به، وأخرجه النسائي في المحاربة عن أحمد بن عبد الله بن الحكم، وأخرجه ابن ماجه في الفتن عن دحيم.

قوله: " بمنى" في محل النصب على الحال، والباء بمعنى "في". قوله: " أفتدرون" ، وفي رواية الإسماعيلي عن القاسم المطرز عن محمد بن المثنى شيخ البخاري قال: "أوتدرون".