الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1678 345 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا أبو ضمرة قال: حدثنا موسى بن عقبة، عن نافع، [ ص: 102 ] أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يبيت بذي طوى بين الثنيتين ثم يدخل من الثنية التي بأعلى مكة، وكان إذا قدم مكة حاجا أو معتمرا لم ينخ ناقته إلا عند باب المسجد ثم يدخل فيأتي الركن الأسود فيبدأ به، ثم يطوف سبعا، ثلاثا سعيا، وأربعا مشيا، ثم ينصرف فيصلي سجدتين ثم ينطلق قبل أن يرجع إلى منزله فيطوف بين الصفا والمروة، وكان إذا صدر عن الحج أو العمرة أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم ينيخ بها.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " كان يبيت بذي طوى" وفي قوله: " وكان إذا صدر عن الحج.. " إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  ورجاله قد ذكروا غير مرة، وأبو ضمرة، بفتح الضاد المعجمة وسكون الميم، واسمه: أنس بن عياض الليثي، مشهور باسمه وكنيته.

                                                                                                                                                                                  قوله: " بين الثنيتين" وهي تثنية ثنية، وهي طريق العقبة. قوله: " لم ينخ" بضم الياء آخر الحروف وكسر النون، من أناخ ينيخ؛ إذا برك جمله، والراحلة الناقة التي تصلح لأن ترحل، وقيل: هي المركب من الإبل ذكرا كان أو أنثى. قوله: " باب المسجد" ؛ أي: المسجد الحرام. قوله: " فيأتي الركن الأسود" ؛ أي: الركن الذي فيه الحجر الأسود. قوله: " سبعا" ؛ أي: سبع مرات. قوله: " ثلاثا" ؛ أي: يطوف من السبع ثلاث مرات. قوله: " سعيا" ؛ أي: ساعيا، نصب على الحال، ويجوز أن يكون انتصابه على أنه صفة لـ"ثلاثا". قوله: " وأربعا" ؛ أي: يطوف أربع مرات من السبع مشيا، ويجوز فيه الوجهان المذكوران في "سعيا". قوله: " سجدتين" ؛ أي: ركعتين، من باب إطلاق اسم الجزء على الكل، وفي رواية الكشميهني: " ركعتين" على الأصل. قوله: " وكان إذا صدر" ؛ أي: رجع متوجها نحو المدينة. قوله: " بها" ؛ أي: بذي الحليفة، ثم اعلم أن النزول بذي طوى قبل أن يدخل مكة، والنزول بالبطحاء التي بذي الحليفة عند رجوعه ليس بشيء من مناسك الحج، فإن شاء فعله، وإن شاء تركه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية