الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1698 367 - حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال: قلت لعائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم - وأنا يومئذ حديث السن-: أرأيت قول الله تبارك وتعالى: إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما فلا أرى على أحد شيئا أن لا يطوف بهما، فقالت عائشة: كلا لو كانت كما تقول كانت "فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما"، إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار كانوا يهلون لمناة، وكانت مناة حذو قديد، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله تعالى: إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في أنه يصنع في حجه من السعي بين الصفا والمروة، وقد مر هذا الحديث في باب وجوب الصفا والمروة بأطول منه، فإنه أخرجه هناك عن أبي اليمان عن شعيب، عن الزهري، عن عروة.. إلى آخره، وقد مرت مباحثه هناك مستوفاة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وأنا يومئذ حديث السن" يريد لم يكن له بعد فقه ولا علم من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يتأول به نص الكتاب والسنة. قوله: " كلا" هي كلمة ردع؛ أي: ليس الأمر كذلك. قوله: " كما تقول" ؛ أي: عدم وجوب السعي. قوله: " مناة" ، بفتح الميم وتخفيف النون، اسم صنم. قوله: " حذو قديد" ؛ أي: محاذيه، وقديد، بضم القاف، موضع بين مكة والمدينة. قوله: " يتحرجون" يعني يحترزون من الإثم الذي في الطواف باعتقادهم، أو يحترزونه لأجل الطواف، أو معناه: يتكلفون الحرج في الطواف ويرونه فيه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية