الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1704 373 - (حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17120معلى بن أسد قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15804خالد عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=651671nindex.php?page=treesubj&link=33058لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة استقبلته أغيلمة بني عبد المطلب فحمل واحدا بين يديه وآخر خلفه).
الترجمة مشتملة على جزأين، فمطابقة الحديث للجزء الثاني ظاهرة؛ ولهذا وضع nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ترجمة بالجزء الثاني قبيل كتاب الأدب فقال: باب الثلاثة على الدابة، وأورد فيها هذا الحديث بعينه على ما تقف عليه إن شاء الله تعالى، وأما مطابقته للجزء الأول فبطريق دلالة عموم اللفظ، وليس المراد من طريق العموم ما قاله بعضهم بقوله؛ لأن قدومه صلى الله عليه وسلم مكة أعم من أن يكون في حج أو عمرة أو غزو؛ لأن هذا الذي ذكره ليس بداخل في هذا الباب، وهو كلام طائح، وقال هذا القائل أيضا: وكون الترجمة لتلقي القادم من الحج، والحديث دال على تلقي القادم للحج، وليس بينهما تخالف لاتفاقهما من حيث المعنى. انتهى.
قلت: لا نسلم أن كون الترجمة لتلقي القادم من الحج، بل هي لتلقي القادم للحج، والحديث يطابقه، وهذا القائل ذهل وظن أن الترجمة وضعت لتلقي القادم من الحج، وليس كذلك؛ وذلك لأنه لو علم أن لفظ الاستقبال في الترجمة مصدر مضاف إلى مفعوله، والفاعل ذكره مطوي لما كان يحتاج إلى قوله: وكون الترجمة.. إلى آخره.
(ذكر رجاله)، وهم خمسة؛ الأول: nindex.php?page=showalam&ids=17120معلى - بضم الميم وتشديد اللام المفتوحة- ابن أسد أبو الهيثم العمي. الثاني: nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع، بضم الزاي، وقد تكرر ذكره. الثالث: nindex.php?page=showalam&ids=15804خالد الحذاء. الرابع: nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة مولى ابن عباس. الخامس: nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس.
(ذكر لطائف إسناده) فيه nindex.php?page=treesubj&link=29606التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع، وفيه nindex.php?page=treesubj&link=29606العنعنة في موضعين، وفيه القول في موضع، وفيه أن الثلاثة الأول بصريون.
(ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في اللباس عن nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في الحج أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع.
(ذكر معناه)؛ قوله: (أغيلمة) بضم الهمزة وفتح الغين المعجمة، قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: هو تصغير غلمة، وكان القياس غليمة، لكنهم ردوه إلى أفعلة فقالوا: أغيلمة كما قالوا: أصيبية في تصغير صبية. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14038الجوهري: الغلام جمعه غلمة، وتصغيرها أغيلمة على غير مكبره، وكأنهم صغروا أغلمة، وإن كانوا لم يقولوه. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: أغلمة بفتح الألف جمع غلام، والمراد بأغيلمة بني عبد المطلب: صبيانهم. قوله: (فحمل واحدا)؛ أي: nindex.php?page=treesubj&link=33058فحمل النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم واحدا من أغيلمة بني عبد المطلب بين يديه، "وآخر"، أي: وحمل آخر منهم خلفه، وكان صلى الله عليه وسلم على ناقته.
وفيه جواز ركوب الثلاثة فأكثر على دابة عند الطاقة، وما روي من كراهة ركوب الثلاثة على دابة لا يصح. وقال صاحب التوضيح: وفيه nindex.php?page=treesubj&link=33058تلقي القادمين من الحج إكراما لهم وتعظيما؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم ينكر تلقيهم، بل سر به لحمله منهم بين يديه وخلفه. انتهى.
قلت: هذا أيضا ذهل مثل ذاك القائل المذكور عن قريب؛ وذلك أنه ليس فيه تلقي القادمين من الحج بل فيه تلقي القادمين للحج كما ذكرناه، نعم، يمكن أن يؤخذ منه تلقي القادمين من الحج، وكذلك في معناه من قدم من جهاد أو سفر؛ لأن في ذلك تأنيسا لهم وتطييبا لقلوبهم.