الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1778 449 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14128حسين بن حريث قال: أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=14553الفضل، عن جعيد، عن عائشة قالت: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=37سعدا رضي الله عنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=651744سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: nindex.php?page=treesubj&link=30682لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء.
[ ص: 241 ] مطابقته للترجمة ظاهرة، بيانه أن nindex.php?page=treesubj&link=30677الذي يكيد أهل المدينة يذيبه الله تعالى في النار ذوب الرصاص، ولا يستحق هذا ذاك العذاب إلا عن ارتكابه إثما عظيما، وهذا مأخوذ من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16283عامر بن سعد، عن أبيه في أثناء حديث: " nindex.php?page=hadith&LINKID=682365ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص، أو ذوب الملح في الماء"، وحسين بن حريث بن الحسن بن ثابت بن قطبة أبو عمار المروزي، مولى nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن الحصين الخزاعي، قال nindex.php?page=showalam&ids=14474السراج: مات بقصر اللصوص منصرفه من الحج سنة أربع وأربعين ومائتين، والفضل هو ابن موسى السيناني، بكسر السين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبالنونين، وقد مر في باب من توضأ من الجنابة، وجعيد، بضم الجيم وفتح العين المهملة مصغرا ومكبرا، ابن عبد الرحمن، وقد مر في الوضوء، وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص ماتت بالمدينة سنة سبع عشرة ومائة.
وهذا الحديث من أفراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بهذا الطريق، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من طرق: منها من حديث أبي عبد الله القراظ أنه قال: أشهد على nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه قال: قال أبو القاسم صلى الله تعالى عليه وسلم: " nindex.php?page=hadith&LINKID=659464من أراد أهل هذه البلدة بسوء، يعني المدينة، أذابه الله كما يذوب الملح في الماء".
ومنها من حديث عمرو بن يحيى بن عمارة أنه سمع القراظ، وكان من أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة يزعم أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: " nindex.php?page=hadith&LINKID=688588من أراد أهلها بالسوء"، يريد المدينة، " أذابه الله كما يذوب الملح في الماء"، ومنها من حديث عمر بن نبيه قال: أخبرني دينار القراظ قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص يقول: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: " nindex.php?page=hadith&LINKID=689178من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء".
ومنها من حديث عمر بن نبيه الكعبي، عن أبي عبد الله القراظ أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بمثله غير أنه قال: بدهم أو بسوء، ومنها من حديث nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد، عن أبي عبد الله القراظ قال: سمعته يقول: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة وسعدا يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم بارك لأهل المدينة في مدهم"، وساق الحديث، وفيه: " nindex.php?page=hadith&LINKID=886838من أراد أهلها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء"، وروى nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث السائب بن خلاد، رفعه: " nindex.php?page=hadith&LINKID=696815من أخاف أهل المدينة ظالما لهم أخافه الله، وكانت عليه لعنة الله.." الحديث، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان نحوه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر رضي الله عنه.
قوله: " سمعت سعدا" يعني أباها nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه. قوله: " إلا انماع" ؛ أي: ذاب، وعلى وزن "انفعل" من الميعان، يقال: ماع الشيء يميع، وانماع ينماع؛ إذا ذاب، ويجوز بادغام النون في الميم، قال الكرماني: ذاب وجرى على وجه الأرض مثلا شيئا، وقال النووي: يعني أراد الله المكر بهم، لا يمهله الله، ولم يمكن له كما انقضى شأن من حاربها أيام بني أمية، مثل مسلم بن عقبة، فإنه هلك في منصرفه عنها، ثم هلك مرسله إليها nindex.php?page=showalam&ids=17374يزيد بن معاوية على إثر ذلك، وغيرهما ممن صنع صنيعهما، وقيل: المراد: من كادها اغتيالا وعلى غفلة من أهلها لا يتم له أمر، ويحتمل أن يكون المراد: من أرادها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بسوء اضمحل أمره، كما يضمحل الرصاص في النار.
قوله: " nindex.php?page=hadith&LINKID=651744كما ينماع الملح في الماء" وجه هذا التشبيه أنه شبه أهل المدينة مع وفور علمهم وصفاء قرائحهم بالماء، وشبه من يريد الكيد بهم بالملح؛ لأن نكاية كيدهم لما كانت راجعة إليه شبهوا بالملح الذي يريد إفساد الماء فيذوب هو بنفسه.
(فإن قلت): يلزم على هذا كدورة أهل المدينة بسبب فنائهم؟ (قلت): المراد مجرد الإفناء، ولا يلزم في وجه التشبيه أن يكون شاملا جميع أوصاف المشبه به نحو قولهم: النحو في الكلام كالملح للطعام.