الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1804 13 - (حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11790آدم بن أبي إياس قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=651770قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=treesubj&link=32960_33551_18983_2425من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).
مطابقته للترجمة من حيث أن الترجمة نصف حديث الباب، nindex.php?page=showalam&ids=12493وابن أبي ذئب هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وهو يروي عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري عن أبيه كيسان الليثي عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة.
والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في الأدب عن nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن يونس عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب به، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن يونس، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في الصوم عن nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي فيه عن nindex.php?page=showalam&ids=16073سويد بن نصر وعن nindex.php?page=showalam&ids=14356الربيع بن سليمان، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه فيه عن عمرو بن رافع عن nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك، الكل عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب، وفي أكثر الروايات عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري عن أبيه، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب، فاختلف عليه، رواه الربيع عنه مثل الجماعة، ورواه ابن السرح عنه فلم يقل: عن أبيه، وأخرجهما nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق حماد بن خالد عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب بإسقاطه أيضا، واختلف فيه على nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من طريقه بالإسقاط، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة بإثباته، وكذلك اختلف على nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن يونس، فرواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في (سننه) عنه عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب عن سعيد عن أبيه كرواية الأصل، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب الأدب عن nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن يونس عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، هكذا هو في أكثر روايات nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12002أبي ذر زيادة ذكر أبيه، وقد اختلف فيه على nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب اختلاف آخر، فرواه يونس بن يحيى بن نباتة عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، عن nindex.php?page=showalam&ids=16425عبد الله بن ثعلبة بن صعير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، رواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في (سننه الكبرى) كذلك، وقال - فيما حكاه عنه المزي في (الأطراف)-: هذا حديث منكر، لا أعلم من رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري غير nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب، إن كان يونس بن يحيى حفظه عنه، ولم أر كلام nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في نسختي، nindex.php?page=showalam&ids=3ولأبي هريرة [ ص: 276 ] حديث آخر، رواه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في (صحيحه)، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في (سننه) من رواية الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن عمه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس الصيام من الأكل والشرب فقط، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم".
(ذكر معناه) قوله: " nindex.php?page=treesubj&link=2442من لم يدع قول الزور" ؛ أي: من لم يترك، وقد ذكرنا تفسير الزور عن قريب، وقال شيخنا: قوله هذا يحتمل أن يراد من لم يدع ذلك مطلقا غير مقيد بصوم، ويكون معناه أن من لم يدع nindex.php?page=treesubj&link=15956_18989_16207قول الزور والعمل به الذي هو من أكبر الكبائر، وهو متلبس به، فماذا يصنع بصومه؟! وذلك كما يقال: أفعال البر يفعلها البر والفاجر ولا يجتنب النواهي إلا صديق، ويحتمل أن يكون المراد: من لم يدع ذلك في حال تلبسه بالصوم، وهو الظاهر، وقد صرح به في بعض طرق nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي: " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل في الصوم".
وقد بوب nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي على هذا الحديث بقوله: باب ما جاء في التشديد في nindex.php?page=treesubj&link=19013_32960الغيبة للصائم، وقال شيخنا: فيه إشكال من حيث أن الحديث فيه قول الزور والعمل به، والغيبة ليست قول الزور ولا العمل به؛ إذ حد nindex.php?page=treesubj&link=19012الغيبة على ما هو المشهور: ذكرك أخاك بما فيه مما يكرهه، nindex.php?page=treesubj&link=16208_16207وقول الزور: هو الكذب والبهتان، وقد فسر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قول الزور في قوله في سورة الحج بشهادة الزور فقال: " nindex.php?page=hadith&LINKID=698985عدلت شهادة الزور الإشراك بالله" وهكذا بوب nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود على الحديث: الغيبة للصائم، وبوب عليه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في (الكبرى): ما ينهى عنه الصائم من قول الزور والغيبة، وبوب عليه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه: باب ما جاء في الغيبة والرفث للصائم، وكأنهم - والله أعلم- فهموا من الحديث حفظ المنطق عن المحرمات ومن جملتها الغيبة؛ ولهذا بوب عليه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في (صحيحه): ذكر الخبر الدال على أن الصيام إنما يتم باجتناب المحظورات، لا بمجانبة الطعام والشراب والجمع فقط، وفي بعض ألفاظ الحديث: " nindex.php?page=hadith&LINKID=655597من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل" فيحتمل أن يراد بالجهل جميع المعاصي، وهذه اللفظة عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب الأدب، وعند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في (صحيحه)، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه ولفظه: " nindex.php?page=hadith&LINKID=678192من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به" قال شيخنا: الضمير في "به" يحتمل أن يعود إلى الزور فقط وإن كان أبعد في الذكر؛ لاتفاق الروايات عليه، ويحتمل أن يعود على الجهل فقط؛ لكونه أقرب مذكور، وعلى هذا فالغيبة عمل بالجهل، ويحتمل عود الضمير عليهما، أعني الزور والجهل، وإنما أفرد الضمير لاشتراكهما في تنقيص الصوم. انتهى. (قلت): يجوز أن يعود إليهما باعتبار كل واحد.
واختلف العلماء في أن nindex.php?page=treesubj&link=18981_19028_19013_32960الغيبة والنميمة والكذب هل يفطر الصائم؟ فذهب الجمهور من الأئمة إلى أنه لا يفسد الصوم بذلك، وإنما التنزه عن ذلك من تمام الصوم، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري: إن الغيبة تفسد الصوم، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي في (الإحياء)، وقال: رواه بشر بن الحارث عنه، قال: وروى ليث عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: " خصلتان تفسدان الصوم: الغيبة والكذب" هكذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي بهذا اللفظ، والمعروف عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: " خصلتان من حفظهما سلم له صومه: الغيبة والكذب" هكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=17011محمد بن فضيل عن ليث عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا عن أحمد بن إبراهيم، عن يعلى بن عبيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش، عن إبراهيم قال: كانوا يقولون: إن الكذب يفطر الصائم، وروى أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=14424يحيى بن يوسف عن nindex.php?page=showalam&ids=14681يحيى بن سليم، عن هشام، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين، عن عبيدة السلماني قالوا: اتقوا المفطرين؛ الكذب والغيبة.
قوله: " فليس لله حاجة" هذا مجاز عن عدم الالتفات والقبول، فنفى السبب وأراد المسبب، قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: وضع الحاجة موضع الإرادة؛ إذ الله لا يحتاج إلى شيء، يعني ليس لله إرادة في صيامه، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر: ليس معناه أن يؤمر بأن يدع صيامه، وإنما معناه التحذير من قول الزور وما ذكر معه، وهو مثل قوله: " من باع الخمر فليشقص الخنازير"؛ أي: يذبحها، ولم يأمره بذبحها ولكنه على التحذير والتعظيم لإثم بائع الخمر، قال: فكذلك من اغتاب أو شهد زورا أو منكرا لم يؤمر بأن يدع صيامه، ولكنه يؤمر باجتناب ذلك ليتم له أجر صومه، ثم قوله: " nindex.php?page=hadith&LINKID=651770فليس لله حاجة" هكذا لفظ (الصحيح) وكتب السنن وغيرها من الكتب المشهورة، وفي بعض طرقه: " فليس به حاجة " يعني بالذي يصوم بهذا الوصف، رواه بهذا اللفظ nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في (شعب الإيمان) من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري من غير ذكر أبيه، وإسناده صحيح، nindex.php?page=showalam&ids=17376ويزيد بن هارون من أئمة المسلمين.