الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2240 17 - حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا سفيان ، عن عمرو ، عن أبي صالح السمان ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم : رجل حلف على سلعة لقد أعطى أكثر مما أعطى وهو كاذب ، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم ، ورجل منع فضل ماء ; فيقول الله : اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله " ورجل منع فضل ماء " لأنه استحق العقاب في الفضل ، فدل هذا أنه أحق بالأصل الذي في حوضه أو في قربته ، وسفيان هو ابن عيينة ، وعمرو هو ابن دينار ، وأبو صالح هو ذكوان السمان . والحديث مضى قبل هذا الباب بأربعة أبواب في باب " إثم من منع ابن السبيل من الماء " ، فإنه أخرجه هناك عن موسى بن إسماعيل ، عن عبد الواحد بن زياد ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ولكن بينهما بعض اختلاف في المتن بزيادة ونقصان يعلم بالنظر ، فإن فيه هناك الرجل المبايع للإمام هو ثالث الثلاثة ولا منافاة بينهما إذا لم يحصر على هذه الثلاثة ولا على تلك الثلاثة .

                                                                                                                                                                                  قوله " أكثر مما أعطى " على صيغة المجهول ، ويروى على صيغة المعلوم أي أكثر مما أعطى فلان الذي يستامه ، قوله " وهو كاذب " جملة حالية ، قوله " اليوم أمنعك فضلي " أي إنك إذا كنت تمنع فضل الماء الذي ليس بعملك وإنما هو رزق ساقه الله إليك أمنعك اليوم فضلي مجازاة لما فعلت ، وقيل : قوله " اليوم أمنعك " إلى آخره إشارة إلى قوله تعالى : أأنتم أنـزلتموه من المزن أم نحن المنـزلون وحكى ابن التين عن أبي عبد الملك أنه قال : هذا يخفى معناه ولعله يريد أن البئر ليست من حفره وإنما هو في منعه غاصب ظالم ، وهذا لا يرد فيما حازه وعمله ، ويحتمل أن يكون هو حفرها ومنعها من صاحب الشفة أي العطشان ، ويكون معنى ما لم تعمل يداك أي لم تنبع الماء ولا أخرجته ، قلت : تقييد هذا بالبئر لا معنى له لأن قوله " ورجل منع فضل ماء " أعم من أن يكون ذلك الفضل في البئر أو في الحوض أو في القربة ونحو ذلك .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية