1286 - (أفضل الغزاة في سبيل الله خادمهم ثم الذي يأتيهم بالأخبار وأخصهم عند الله منزلة الصائم) (طس) عن أبي هريرة. (ض)

التالي السابق

عرض الحاشية

(أَفْضَلُ الْغُزَاةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَادِمُهُمْ) أَيِ الَّذِي يَتَوَلَّى خِدْمَتَهُمْ فِي الْغُزَاةِ مَعَ كَوْنِهِ خَرَجَ بِنِيَّةِ الْغَزْوِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِهِ وَمِثْلُهُ فِي الْأَفْضَلِيَّةِ الْمُخَذِّلُ عَنْهُمْ كَنُعَيْمٍ الْأَشْجَعِيِّ الَّذِي قَالَ لَهُ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَحْزَابِ خَذِّلْ عَنَّا فَإِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ (ثُمَّ) بَعْدَهُ فِي الْفَضْلِ الْإِنْسَانُ (الَّذِي يَأْتِيهِمْ بِالْأَخْبَارِ) أَيْ: بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْعَدُوِّ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِشَأْنِ الْحَرْبِ (وَأَخَصُّهُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً) أَيْ: أَرْفَعُهُمْ دَرَجَةً (الصَّائِمُ) فَرْضًا أَوْ نَفْلًا أَوْ فِي الْغَزْوِ كَمَا يُشِيرُ إِلَيْهِ السِّيَاقُ وَالْكَلَامُ فِيمَنْ لَمْ يُضْعِفْهُ الصَّوْمُ عَنْ نَحْوِ الْقِتَالِ وَظَاهِرُ صَنِيعِ الْمُصَنِّفِ أَنَّ هَذَا هُوَ الْحَدِيثُ بِتَمَامِهِ وَالْأَمْرُ بِخِلَافِهِ بَلْ بَقِيَّتُهُ عِنْدَ مُخَرِّجِهِ الطَّبَرَانِيِّ وَمَنِ اسْتَقَى لِأَصْحَابِهِ قِرْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَبَقَهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ بِسَبْعِينَ دَرَجَةً انْتَهَى

(طس عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) رَمَزَ الْمُصَنِّفُ لِضَعْفِهِ وَوَجْهُهُ أَنَّ فِيهِ كَمَا قَالَ الْهَيْثَمِيُّ عَنْبَسَةُ بْنُ مَهْرَانَ الْحَدَّادُ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَأَقُولُ فِيهِ أَيْضًا يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ قَالَ الذَّهَبِيُّ وَغَيْرُهُ ضَعَّفُوهُ فَتَعْصِيبُهُ الْجِنَايَةُ بِرَأْسِ عَنْبَسَةَ وَحْدَهُ لَيْسَ مِنَ الْإِنْصَافِ فِي شَيْءٍ.

(أفضل الغزاة في سبيل الله خادمهم) أي الذي يتولى خدمتهم في الغزاة مع كونه خرج بنية الغزو وهو من أهله ومثله في الأفضلية المخذل عنهم كنعيم الأشجعي الذي قال له المصطفى صلى الله عليه وسلم في الأحزاب خذل عنا فإن الحرب خدعة (ثم) بعده في الفضل الإنسان (الذي يأتيهم بالأخبار) أي: بما كان من أمر العدو وما يتعلق بشأن الحرب (وأخصهم عند الله منزلة) أي: أرفعهم درجة (الصائم) فرضا أو نفلا أو في الغزو كما يشير إليه السياق والكلام فيمن لم يضعفه الصوم عن نحو القتال وظاهر صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل بقيته عند مخرجه الطبراني ومن استقى لأصحابه قربة في سبيل الله سبقهم إلى الجنة بسبعين درجة انتهى

(طس عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه ووجهه أن فيه كما قال الهيثمي عنبسة بن مهران الحداد وهو ضعيف وأقول فيه أيضا يحيى بن المتوكل قال الذهبي وغيره ضعفوه فتعصيبه الجناية برأس عنبسة وحده ليس من الإنصاف في شيء.