225 ص: فإن قيل: فهل في هذا من فضل فيلتمس؟ قيل له: نعم، قد حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، قال: أخبرني عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، عن أبي غطيف الهذلي ، قال: " صليت مع عبد الله بن عمر بن الخطاب الظهر، فانصرف في مجلس في داره، فانصرفت معه حتى إذا نودي بالعصر دعى بوضوء فتوضأ ثم خرج وخرجت معه، فصلى العصر، ثم رجع إلى مجلسه ورجعت معه حتى إذا نودي بالمغرب دعى بوضوء فتوضأ، فقلت له: أي شيء هذا يا أبا عبد الرحمن ، ؟ الوضوء عند كل صلاة؟! فقال: وقد فطنت لهذا مني؟ ليست سنة إن كان لكافيا وضوئي لصلاة الصبح وصلواتي كلها ما لم أحدث، ولكني سمعت رسول الله - عليه السلام - يقول: من توضأ على طهر كتب الله له بذلك عشر حسنات ، ففي ذلك رغبت يا ابن أخي" .
[ ص: 378 ] فقد يجوز أن يكون رسول الله - عليه السلام - إنما فعل ذلك -[ما روى] عنه بريدة - لإصابة الفضل لا لأن ذلك كان واجبا عليه.


