829 582 - (827) - (1 \ 105) حدثني سعد بن عبيدة، قال: تنازع أبو عبد الرحمن السلمي وحبان بن عطية، فقال: أبو عبد الرحمن لحبان: قد علمت ما الذي جرأ صاحبك - يعني عليا - قال: فما هو لا أبا لك؟ قال: قول سمعته يقوله، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير، وأبا مرثد، وكلنا فارس، قال: " انطلقوا حتى تبلغوا روضة خاخ، فإن فيها امرأة معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين، فأتوني بها " فانطلقنا على أفراسنا حتى أدركناها حيث قال: لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، تسير على بعير لها، قال: وكان كتب إلى أهل مكة بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا لها: أين الكتاب الذي معك؟ قالت: ما معي كتاب. فأنخنا بها بعيرها، فابتغينا في رحلها، فلم نجد فيه شيئا، فقال صاحباي: ما نرى معها كتابا. فقلت: لقد علمتما ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حلفت: والذي أحلف به لئن لم تخرجي الكتاب لأجردنك. فأهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء فأخرجت الصحيفة، فأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين، دعني أضرب عنقه. قال: " يا حاطب، ما حملك على ما صنعت؟ " قال: يا رسول الله، والله ما بي أن لا أكون مؤمنا بالله ورسوله، ولكني أردت أن
[ ص: 411 ] تكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي، ولم يكن أحد من أصحابك إلا له هناك من قومه من يدفع الله تعالى به عن أهله، وماله. قال: " صدقت، فلا تقولوا له إلا خيرا " فقال عمر: يا رسول الله، إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، دعني أضرب عنقه. قال: " أوليس من أهل بدر؟ وما يدريك لعل الله عز وجل اطلع عليهم فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة " فاغرورقت عينا عمر وقال: الله تعالى ورسوله أعلم.


