20576 8954 - (21081) - (5\112) عن محمد بن جعفر بن الزبير، قال: سمعت زياد بن ضمرة بن سعد السلمي، يحدث قال: حدثني عروة بن الزبير، أبي، وجدي، وكانا قد شهدا حنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالا: الأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن بن بدر يطلب بدم الأشجعي عامر بن الأضبط، وهو يومئذ سيد قيس، والأقرع بن حابس يدفع عن محلم بن جثامة لخندف، فاختصما بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال: يقول تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا، وخمسين إذا رجعنا " عيينة: والله يا رسول الله لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحزن ما أذاق نسائي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل تأخذون الدية ". فأبى عيينة، فقام رجل من ليث يقال له: مكيتل، رجل قصير مجموع، فقال: يا نبي الله، [ ص: 317 ] ما وجدت لهذا القتيل شبيها في غرة الإسلام إلا كغنم وردت فرمي أولها فنفر آخرها، اسنن اليوم وغير غدا. قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، ثم قال: " بل تقبلون الدية في سفرنا هذا خمسين، وخمسين إذا رجعنا " فلم يزل بالقوم حتى قبلوا الدية، قال: فلما قبلوا الدية، قال: قالوا: أين صاحبكم يستغفر له رسول الله؟ فقام رجل آدم طويل ضرب، عليه حلة كان تهيأ للقتل حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما جلس، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما اسمك؟ " قال: أنا محلم بن جثامة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم لا تغفر لمحلم، اللهم لا تغفر لمحلم " ثلاث مرات، فقام من بين يديه، وهو يتلقى دمعه بفضل ردائه، فأما نحن بيننا فنقول: قد استغفر له، ولكنه أظهر ما أظهر، ليدع الناس بعضهم عن بعض. صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر، ثم جلس إلى ظل شجرة، فقام إليه