الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
20949 9147 - (21460) - (5\165) عن القاسم، وقال يزيد في حديثه: حدثني القاسم بن عوف الشيباني، عن رجل، قال: كنا قد حملنا لأبي ذر، شيئا نريد أن نعطيه إياه، فأتينا الربذة فسألنا عنه فلم نجده، قيل: استأذن في الحج، فأذن له، فأتيناه بالبلدة، وهي منى، فبينا نحن عنده إذ قيل له: إن عثمان صلى أربعا، فاشتد ذلك على أبي ذر، وقال قولا شديدا، وقال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين، وصليت مع أبي بكر وعمر. ثم قام أبو ذر فصلى أربعا، فقيل [ ص: 440 ] له: عبت على أمير المؤمنين شيئا، ثم صنعته قال: الخلاف أشد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فقال: " إنه كائن بعدي سلطان فلا تذلوه، فمن أراد أن يذله فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، وليس بمقبول منه توبة حتى يسد ثلمته التي ثلم، وليس بفاعل، ثم يعود فيكون فيمن يعزه".

أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يغلبونا على ثلاث: أن نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، ونعلم الناس السنن.


التالي السابق


* قوله : "الخلاف أشد": أي: أشد علي من الصلاة أربعا، أو أشد في القبح من الصلاة أربعا.

"وليس بمقبول منه توبة": أي: من الذي يذل السلطان.

* "وليس بفاعل": أي: سد الثلمة.

"ثم يعود": عطف على مقدر؛ أي: حتى يترك إذلاله.

"يعزه": من الإعزاز.

"ألا يغلبونا": أي: الأمراء.

* * *




الخدمات العلمية