الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
20734 9029 - (21240) - (5\136) عن عتي، قال: رأيت شيخا بالمدينة يتكلم، فسألت عنه، فقالوا: هذا أبي بن كعب، فقال: " إن آدم عليه السلام لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني إني أشتهي من ثمار الجنة، فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم، ما تريدون وما تطلبون، أو ما تريدون وأين تذهبون؟، قالوا: أبونا مريض فاشتهى من ثمار الجنة، قالوا لهم: ارجعوا فقد قضي قضاء أبيكم. فجاءوا، فلما رأتهم حواء عرفتهم، فلاذت بآدم، فقال: إليك عني فإني [ ص: 370 ] إنما أوتيت من قبلك، خلي بيني وبين ملائكة ربي تبارك وتعالى. فقبضوه، وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له وألحدوا له، وصلوا عليه، ثم دخلوا قبره فوضعوه في قبره ووضعوا عليه اللبن، ثم خرجوا من القبر، ثم حثوا عليه التراب، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم ".

التالي السابق


* قوله : "قال لبنيه : أي بني" - بفتح موحدة، فحين أراد الله تعالى نقله إلى الجنة بالموت، جعل فيه شهاء ثمارها؛ تسهيلا للموت عليه؛ فإن الإنسان لا يبالي بالتعب في تحصيل المطلوب.

* "فقد قضي قضاء أبيكم": أي: حصل مطلوبه؛ فإنه يلحق مطلوبه بالموت.

* "إليك": أي: تبعدي.

* "أتيت": - على بناء المفعول - من الإتيان؛ أي: ما جاءني الذي جاءني من الخروج عن الجنة والابتلاء بدار المحنة.

* * *




الخدمات العلمية