الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
20757 9041 - (21264) - (5\140) عن قيس بن عباد، عن قيس بن عباد، قال: أتيت المدينة للقي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يكن فيهم رجل ألقاه أحب إلي من أبي، فأقيمت الصلاة، وخرج عمر مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقمت في الصف الأول، فجاء رجل، فنظر في وجوه القوم، فعرفهم غيري، فنحاني وقام في مكاني، فما عقلت صلاتي، فلما صلى قال: يا بني لا يسوءك الله، فإني لم آتك الذي أتيتك بجهالة، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: " كونوا في الصف الذي يليني " وإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك. ثم حدث، فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوحها إليه، قال: فسمعته يقول: هلك أهل العقدة ورب الكعبة، ألا لا عليهم آسى، ولكن آسى على من يهلكون من المسلمين. وإذا هو أبي.

التالي السابق


* قوله : "فنحاني": - بالتشديد - أي: بعدني.

* "فما عقلت صلاتي": أي: لما لحقني من الحزن وسوء الحال بما فعل بي.

* "لم آتك": من الإتيان؛ أي: فعلت بك الذي فعلت بك.

* "فعرفتهم": أي: عرفت أنه لا يحسن إخراجهم؛ لكونهم ذوي أسنان وأقدار.

* "متحت": أي: مدت؛ أي: ما رأيتهم توجهوا إلى شيء توجههم إلى أبي.

* "أهل العقدة": أي: أهل الولايات على الأمصار.

* "آسى": أي: أتحزن.




الخدمات العلمية