21 19 - (20) - (1 \ 6) عن الزهري، قال: أخبرني رجل من الأنصار من أهل الفقه: أنه سمع عثمان بن عفان - رحمه الله - يحدث: أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي النبي صلى الله عليه وسلم حزنوا عليه، حتى كاد بعضهم يوسوس - قال عثمان: وكنت منهم، فبينا أنا جالس في ظل أطم من الآطام، مر علي عمر - رضي الله عنه - ، فسلم علي، فلم أشعر أنه مر ولا سلم، فانطلق عمر حتى دخل على أبي بكر - رضي الله عنه - ، فقال له: ما يعجبك أني مررت على عثمان، فسلمت عليه، فلم يرد علي السلام; وأقبل هو وأبو بكر في ولاية أبي بكر - رضي الله عنه - حتى سلما علي جميعا، ثم قال أبو بكر: جاءني أخوك عمر، فذكر أنه مر عليك، فسلم فلم ترد عليه السلام، فما الذي حملك على ذلك; قال: قلت: ما فعلت، فقال عمر: بلى والله لقد فعلت، ولكنها عبيتكم يا بني أمية، قال: قلت: والله ما شعرت أنك مررت بي، ولا سلمت، قال أبو بكر: صدق عثمان، وقد شغلك عن ذلك أمر؟ فقلت: أجل، قال: ما هو؟
فقال عثمان - رضي الله عنه - : توفى الله - عز وجل - نبيه صلى الله عليه وسلم قبل أن نسأله عن نجاة هذا الأمر، قال أبو بكر: قد سألته عن ذلك، قال: فقمت إليه فقلت له: بأبي أنت وأمي، أنت أحق بها، قال أبو بكر: قلت: يا رسول الله! ما نجاة هذا الأمر; فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قبل مني الكلمة التي عرضت على عمي، فردها علي، فهي له نجاة".
[ ص: 40 ]


