وهذه المسألة من أصول حجج ( وكل اسم معنى قائم بمحل يجب أن يشتق لمحله منه ) أي من ذلك المعنى ( اسم فاعل ) السلف والأئمة . فإنه من المعلوم في فطر الخلق : أن الصفة إذا قامت بمحل اتصف بها ذلك المحل لا غيره فإذا قام العلم بمحل كان هو العالم به لا غيره ، وكذلك إذا قامت القدرة أو الحياة أو غير ذلك من الصفات ، ولا خلاف في ذلك بين أهل السنة وخالف في ذلك المعتزلة ، فسموا الله تعالى متكلما بكلام خلقه في جسم . ولم يسموا ذلك الجسم متكلما ، دليل أهل السنة : الاستقراء ، فإن لغة العرب استقرئت فلم يوجد فيها اسم فاعل مطلق على شيء إلا والمعنى المشتق منه قائم به ، وهو يفيد القطع بذلك