الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ويعلل ثبوتي بعدم ) يعني : أنه يصح أن يعلل الحكم الثبوتي بالعدم عند أصحابنا والرازي وأتباعه ، وذكره ابن برهان عن الشافعية ، وحكي المنع عن الحنفية واختاره الآمدي وابن الحاجب وغيرهما واستثنى بعض الحنفية مثل قول محمد بن الحسن في ولد المغصوب : لم يغصب ، واستدل للأول - وهو الصحيح - بأنه كنص الشارع عليه ، وكالأحكام تكون نفيا ، وكالعلة العقلية ، مع أنها موجبة ، وكتعليل العدم به ذكره بعضهم اتفاقا ، نحو : لم أفعل هذا لعدم الداعي إليه ، ولم أسلم على فلان لعدم رؤيته ; لأن نفي الحكم لنفي مقتضيه أكثر من نفيه لوجود منافيه ; ولأنه يصح تعليل ضرب السيد لعبده بعدم امتثاله ; ولأن العلة أمارة تعرف الحكم ، فيجوز أن تكون عدمية ، كما يجوز أن تكون وجودية . ويدخل في الخلاف ما إذا كان العدم ليس تمام العلة ، بل جزءا منها ، فإن العدمي أعم من أن يكون كلا أو بعضا . ومن جملة العدمي أيضا : إذا كان الوصف إضافيا ، وهو ما تعلق باعتبار غيره ، كالبنوة والأبوة ، والتقدم والتأخر ، والمعية والقبلية والبعدية ، وإنما قلنا : إنه عدمي ; لأن وجوده إنما هو في الأذهان ، لا في الخارج ، والصحيح أنه عدمي .

التالي السابق


الخدمات العلمية