يعني أنه إذا ورد اسم يمكن حمله على أنه مجاز وعلى أنه مشترك : كان حمله على المجاز أرجح ، صححه ( و ) يرجح ( مجاز على مشترك ) ابن مفلح وغيره ; لأن الاشتراك يخل بالتفاهم ، ولحاجة المشترك إلى قرينتين بحسب معنييه ، على معنى أن استعماله في كل واحد من معنييه يحتاج إلى قرينة مخصصة له ، إذ لا ترجيح لواحد من معنييه على الآخر حينئذ ، كالعين ، فإنها تحتاج عند استعمالها في الباصرة إلى قرينة تخصصها ، وكذلك استعمالها في الجارية ، بخلاف المجاز ، فإنه يحتاج إلى قرينة واحدة [ ص: 647 ] عند استعماله في معناه المجازي ، ولا يحتاج إلى قرينة بالنظر إلى المعنى الحقيقي كالأسد ، فإنه يحتاج إلى القرينة عند استعماله في الرجل الشجاع ، ولا يحتاج إليها عند استعماله في الحيوان المفترس ، والمجاز أغلب وقوعا . قال : أكثر اللغة مجاز ، وأيضا : فهو من حيثية البلاغة وما يتبعها أبلغ ، نحو زيد أسد ، زيد بحر ، وأوفق حينئذ للطباع وأوجز إذ ذاك . ابن جني