الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

شرح الكوكب المنير

الفتوحي - تقي الدين أبو البقاء محمد بن أحمد الفتوحي المعروف بابن النجار

صفحة

جزء

( فرع : الزائد على قدر واجب في ركوع ونحوه ) كسجود وقيام وجلوس في الصلاة ( نفل ) عند الأئمة الأربعة ، وعند أكثر أصحابنا ، لجواز تركه مطلقا . وهذا شأن النفل ، وأوجبه الكرخي وبعض الشافعية .

قال القاضي أبو يعلى : وهو ظاهر كلام أحمد . وأخذه من نص أحمد على أن الإمام إذا أطال الركوع ، فأدركه فيه مسبوق أدرك الركعة ، ولو لم يكن الكل واجبا لما صح [ ص: 128 ] ذلك ، لعدم صحة اقتداء مفترض بمتنفل ( ومن ) ( أدرك ركوع إمام ) ولو بعد طمأنينته ( أدرك الركعة ) قالوا : لأن الاتباع يسقط الواجب ، كمسبوق وصلاة امرأة الجمعة . ويوجب الاتباع ما كان غير واجب ، كمسافر ائتم بمقيم ، فيلزمه الإتمام ولو نوى القصر ولا يشترط في إدراك الركعة إدراك الطمأنينة مع الإمام ، خلافا لمالك رحمه الله .

( فَرْعٌ : الزَّائِدُ عَلَى قَدْرٍ وَاجِبٍ فِي رُكُوعٍ وَنَحْوِهِ ) كَسُجُودٍ وَقِيَامٍ وَجُلُوسٍ فِي الصَّلَاةِ ( نَفْلٌ ) عِنْدَ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ ، وَعِنْدَ أَكْثَرِ أَصْحَابِنَا ، لِجَوَازِ تَرْكِهِ مُطْلَقًا . وَهَذَا شَأْنُ النَّفْلِ ، وَأَوْجَبَهُ الْكَرْخِيُّ وَبَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ .

قَالَ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى : وَهُوَ ظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ . وَأَخَذَهُ مِنْ نَصِّ أَحْمَدَ عَلَى أَنَّ الْإِمَامَ إذَا أَطَالَ الرُّكُوعَ ، فَأَدْرَكَهُ فِيهِ مَسْبُوقٌ أَدْرَكَ الرَّكْعَةَ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ الْكُلُّ وَاجِبًا لَمَا صَحَّ [ ص: 128 ] ذَلِكَ ، لِعَدَمِ صِحَّةِ اقْتِدَاءِ مُفْتَرِضٍ بِمُتَنَفِّلٍ ( وَمَنْ ) ( أَدْرَكَ رُكُوعَ إمَامٍ ) وَلَوْ بَعْدَ طُمَأْنِينَتِهِ ( أَدْرَكَ الرَّكْعَةَ ) قَالُوا : لِأَنَّ الِاتِّبَاعَ يُسْقِطُ الْوَاجِبَ ، كَمَسْبُوقٍ وَصَلَاةِ امْرَأَةٍ الْجُمُعَةَ . وَيُوجِبُ الِاتِّبَاعُ مَا كَانَ غَيْرَ وَاجِبٍ ، كَمُسَافِرٍ ائْتَمَّ بِمُقِيمٍ ، فَيَلْزَمُهُ الْإِتْمَامُ وَلَوْ نَوَى الْقَصْرَ وَلَا يُشْتَرَطُ فِي إدْرَاكِ الرَّكْعَةِ إدْرَاكُ الطُّمَأْنِينَةِ مَعَ الْإِمَامِ ، خِلَافًا لِمَالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ .

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث