. [ ] ما يقوله المفتي فيما اجتهد فيه
والمقصود أن الله سبحانه حرم القول عليه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه ، والمفتي يخبر عن الله عز وجل وعن دينه ، فإن لم يكن خبره مطابقا لما شرعه كان قائلا عليه بلا علم ، ولكن لم يلحقه الوعيد ، وعفي له عن ما أخطأ به ، وأثيب على اجتهاده ، ولكن لا يجوز أن يقول لما أداه إليه اجتهاده ولم يظفر فيه بنص عن الله ورسوله : إن الله حرم كذا ، وأوجب كذا ، وأباح كذا ، وإن هذا هو حكم الله ; قال إذا اجتهد واستفرغ وسعه في معرفة الحق وأخطأ : ثنا ابن وضاح ، ثنا يوسف بن عدي عن عبيدة بن حميد قال : قال عطاء بن السائب : إياكم أن يقول الرجل لشيء : إن الله حرم هذا أو نهى عنه ، فيقول الله : كذبت لم أحرمه ولم أنه عنه ، أو يقول : إن الله أحل هذا أو أمر به ، فيقول الله : كذبت لم أحله ولم آمر به ; قال الربيع بن خثيم أبو عمر : وقد روي عن أنه قال في بعض ما كان ينزل به فيسأل عنه فيجتهد فيه رأيه : { مالك إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين }