فصل [ عمن انتشر الدين والفقه  ؟ ] 
والدين والفقه والعلم انتشر في الأمة عن أصحاب  ابن مسعود  ، وأصحاب  زيد بن ثابت  ، وأصحاب  عبد الله بن عمر  ، وأصحاب  عبد الله بن عباس    ; فعلم الناس عامته عن أصحاب هؤلاء الأربعة ; فأما أهل المدينة  فعلمهم عن أصحاب  زيد بن ثابت   وعبد الله بن عمر  ، وأما أهل مكة  فعلمهم عن أصحاب  عبد الله بن عباس  ، وأما أهل العراق  فعلمهم عن أصحاب  عبد الله بن مسعود    . 
قال ابن جرير    : وقد قيل : إن  ابن عمر  وجماعة ممن عاش بعده بالمدينة  من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كانوا يفتون بمذاهب  زيد بن ثابت  وما كانوا أخذوا عنه ، مما لم يكونوا حفظوا فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا . 
وقال  ابن وهب    : حدثني موسى بن علي اللخمي  عن أبيه أن  عمر بن الخطاب  خطب الناس بالجابية  فقال : من أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت  زيد بن ثابت  ، ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت  معاذ بن جبل  ، ومن أراد المال فليأتني . وأما  عائشة  فكانت مقدمة في العلم والفرائض والأحكام والحلال والحرام ، وكان من  [ ص: 18 ] الآخذين عنها - الذين لا يكادون يتجاوزون قولها ، المتفقهين بها -  القاسم بن محمد بن أبي بكر  ابن أخيها ،  وعروة بن الزبير  ابن أختها  أسماء    . 
قال  مسروق    : لقد رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض . 
وقال  عروة بن الزبير    : ما جالست أحدا قط كان أعلم بقضاء ولا بحديث بالجاهلية ولا أروى للشعر ولا أعلم بفريضة ولا طب من  عائشة  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					