فصل .
[ النوع الثالث من الرأي المحمود ] .
النوع الثالث من ; فإن ما تواطئوا عليه من الرأي لا يكون إلا صوابا ، كما تواطئوا عليه من الرواية والرؤيا ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وقد تعددت منهم رؤيا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان : { الرأي المحمود : الذي تواطأت عليه الأمة ، وتلقاه خلفهم عن سلفهم } فاعتبر صلى الله عليه وسلم تواطؤ رؤيا المؤمنين ، فالأمة معصومة فيما تواطأت عليه من روايتها ورؤياها ، ولهذا كان من سداد الرأي وإصابته أن يكون شورى بين أهله ، ولا ينفرد به واحد ، وقد مدح الله سبحانه المؤمنين بكون أمرهم شورى بينهم ، وكانت النازلة إذا نزلت بأمير المؤمنين أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر رضي الله عنه ليس عنده فيها نص عن الله ولا عن رسوله جمع لها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جعلها شورى بينهم . عمر بن الخطاب
قال : حدثنا البخاري ثنا سنيد يزيد عن عن العوام بن حوشب قال : كان إذا جاءه الشيء من القضاء ليس في الكتاب ولا في السنة سمى صوافي الأمر إليهم فجمع له أهل العلم ; فإذا اجتمع عليه رأيهم الحق . المسيب بن رافع
وقال : ثنا محمد بن سليمان الباغندي عبد الرحمن بن يونس ثنا عمر بن أيوب أخبرنا عيسى بن المسيب عن عامر عن قال : قال لي شريح القاضي أن أقض بما استبان لك من قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ; فإن لم تعلم كل أقضية رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقض بما [ ص: 67 ] استبان لك من أئمة المهتدين ، فإن لم تعلم كل ما قضت به أئمة المهتدين فاجتهد رأيك ، واستشر أهل العلم والصلاح . عمر بن الخطاب
وقال الحميدي : ثنا سفيان ثنا عن الشيباني الشعبي قال : كتب إلى عمر إذا حضرك أمر لا بد منه فانظر ما في كتاب الله فاقض به ، فإن لم يكن ففيما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن لم يكن ففيما قضى به الصالحون وأئمة العدل ، فإن لم يكن فأنت بالخيار ، فإن شئت أن تجتهد رأيك فاجتهد رأيك ، وإن شئت أن تؤامرني ، ولا أرى مؤامرتك إياي إلا خيرا لك ، والسلام . شريح