: للغاية ك [ إلى ] وهي عاطفة وجارة ، وفيها مذاهب : حتى
[ ص: 224 ] أحدها : أن ما بعدها غير داخل في حكم ما قبلها في جميع الأحوال ، وعزي لأكثر النحويين منهم . قال ابن جني ، في كتاب الكافي " : اعلم أن حتى فيها معنى الغاية ، وإن عطفت بها ، ولهذا وجب أن تكون لإخراج شيء من شيء . انتهى . يريد أن العاطفة لا تخرج عن معنى الغاية نظرا إلى أن المعطوف يجب أن يكون جزءا من المعطوف عليه ، وهذا الحكم تقتضيه " حتى " من جهة كونها للغاية ، لا من جهة كونها للعطف ، فإن الأصل في العطف المغايرة . أبو جعفر بن النحاس
والثاني : أنه داخل سواء الجارة والعاطفة ، وبه جزم الجرجاني في المقتصد " وغيره ، وسنذكر عبارته ، وتابعه صاحب المفصل " وذلك ; لأن الفرض أن يقتضي الشيء الذي يتعلق به شيئا فشيئا حتى يأتي الفعل على ذلك الشيء كله ، فلو انقطع الأكل عند الرأس لا يكون فعل الآكل آتيا على السمكة كلها ، ولهذا امتنع أكلت السمكة حتى نصفها . واستثنى بعض القائلين بهذا ما إذا دلت قرينة على خروجه ، كصمت الأيام حتى يوم الفطر بنصب اليوم وجره . والثالث : إن كان ما بعدها بعضا لما قبلها دخل ، نحو سبقني الناس حتى العبيد ، وإلا فلا ، نحو قرأت القرآن حتى الصباح ، وهو قول المبرد
[ ص: 225 ] في المقتضب " والفراء في المعاني " وابن الوراق في الفصول " وقال بعضهم : الجارة يأتي فيها الخلاف الذي في " إلى " كقوله تعالى : { حتى مطلع الفجر } وإذا لم يكن معها قرينة تقتضي دخول ما بعدها فيما قبلها أو عدم دخوله حملت على الدخول ، بخلاف " إلى " فإنها تحمل على عدم الدخول حملا على الغالب في البابين . وأما إذا كانت عاطفة فما بعدها داخل فيما قبلها قطعا ; لأنها بمنزلة الواو ; لأنه جزء مما قبلها جيء به لتعظيمه أو لتحقيره . وزعم القرافي أنه لا خلاف في وجوب دخول ما بعد " حتى " وهو محمول على العاطفة كما قاله في أصوله " لا الخافضة فإن الخلاف فيها مشهور . وقال القرطبي : " حتى " مع الجثث بمعنى " مع " ومع المصادر وظروف الزمان بمعنى " إلى " تقول : انتظرتك حتى الليل وحتى قدوم عمرو بمعنى " إلى " فيهما ، ونحو بعتك الدار حتى بابها أي : مع ، وكلمت ، القوم حتى زيد أي : مع . الكسائي