[ ص: 243 ] وانتصر القاضي عضد الدين للإمام ، وقال : مراده أن كلمة " إنما " هكذا للحصر كسائر الكلمات المركبة الموضوعة لمعنى ، لا أن لفظة " إن " ولفظة " ما " ركبتا وبقيتا على أصلهما حتى لا يرد عليه الاعتراضات ، وما ذكره الإمام بيان وجه المناسبة لئلا يلزم النقل الذي هو خلاف الأصل ، لكن يرد عليه في بيان وجه المناسبة أن قولك : " ما " لنفي غير المذكور كنفي غير قيام زيد في قولك : إنما زيد قائم غير متعين فلم لا يجوز أن تكون لنفي قيام غير زيد ؟ وقال الشيخ أبو حيان كون " ما " هنا للنفي قول من لم يشتم رائحة النحو . قلت : قد حكاه في المحصول " عن الفارسي في الشيرازيات " أنه حكاه عن النحويين ، قال : وقولهم حجة ، لكن قال الشيخ جمال الدين في المغني " لم يقل ذلك الفارسي في الشيرازيات " ولا قاله نحوي غيره ، وإنما الذي في الشيرازيات " أن العرب عاملوا " إنما " معاملة النفي ، وإلا في فصل الضمير . قلت : سبق من كلامه ما يدل على أنه أراد إشرابها معنى النفي أيضا وقال ابن برهان من أئمة النحويين في شرح اللمع " ما نصه : تأول قوم " إنما " على معنى ما وإلا ، واستدلوا بقول : الفرزدق
وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي
وهذا قول ذكره أبو علي عن بعض البغداديين في قوله تعالى : { إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها } أي ما حرم إلا الفواحش ، وهذا قول لا نتبين صحته عندنا ، وقد قال تعالى : { إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله } . انتهى . [ ص: 244 ] وسيأتي جوابه أنه لم يخرج عن الحصر لكنه مجازي .