فإن قيل لو ؟ [ ص: 145 ] قلنا : نعم ، يؤخذ من ثواب حسناته بمقدار ما عليه من الدين وإن فنيت حسناته ، كما تؤخذ أمواله ومساكنه وعبيده وإماؤه في الدين ، وإن لم يكن آثما بسبب الدين لا بمطله فإن فنيت حسناته في الآخرة لم يطرح عليه من السيئات لأنه غير عاص ولا آثم ، ولا يتعجبن متعجب منه ، ذلك عدل من الله في الدنيا والآخرة . فإن قيل : فما مات المكلف وعليه دين لم يأثم بسببه ولا بمطله ، فهل يؤخذ من حسناته في الآخرة بمقدار ما عليه من الدين ؟ قلت : الأمر في ذلك إلى الله إن شاء عوض رب الدين من عنده ، وإن شاء لم يعوضه ، وهذا موقوف على صحة الخبر فيه ، ولا يؤخذ من ثواب الإيمان المندوب نظر وهو داخل في عموم الحديث . حكم ما يفضل عليه من الديون بعد فناء حسناته