الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: يسألونك عن الخمر والميسر : {الخمر} : سمي خمرا; لمخامرته العقل إذا شربه.

                                                                                                                                                                                                                                      {والميسر} : مأخوذ من (اليسر) ؛ وهو وجوب الشيء لصاحبه، يقال: (يسر [ ص: 495 ] لي كذا) ؛ إذا وجب; فهو ييسر يسرا وميسرا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إن اشتقاقه من التجزئة، وكل شيء جزأته فقد يسرته، ومنه قيل للجازر: الياسر.

                                                                                                                                                                                                                                      كذلك يبين الله لكم الآيات أي: تبيينا مثل التبيين المذكور يبين الله لكم.

                                                                                                                                                                                                                                      لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة أي: تتفكرون في أمرهما، فهو ظرف للتفكر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: {في} متعلقة بـ {يبين} ، والمعنى: يبين لكم الآيات في أمور الدنيا والآخرة لعلكم تتفكرون.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله في أمر اليتامى: وإن تخالطوهم فإخوانكم أي: فهم إخوانكم.

                                                                                                                                                                                                                                      والله يعلم المفسد من المصلح أي: يعلم من يخالطهم على وجه الإصلاح أو على وجه الإفساد.

                                                                                                                                                                                                                                      ودخول الألف واللام في {المفسد} و {المصلح} للجنس، لا للتعريف.

                                                                                                                                                                                                                                      ولو شاء الله لأعنتكم أي: لكلفكم ما يشق عليكم; فتعنتون، وأصل (العنت) : كسر العظم; تقول: (عنت العظم عنتا) .

                                                                                                                                                                                                                                      أبو عبيدة : {لأعنتكم} : لأهلككم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ولعبد مؤمن خير من مشرك : وليس في المشرك خير، وهو على [ ص: 496 ] تقدير حذف المضاف، المعنى: ولنكاح عبد مؤمن.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال نفطويه: العرب تأتي بـ (أفعل) على وجهين:

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: التفضيل، وفي المفضول فضل.

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: على الإيجاب للأول، والنفي عن الثاني; كقوله تعالى: أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا [الفرقان: 24].

                                                                                                                                                                                                                                      وسبب نزول الآية: أن رجلا نكح أمة، فعوتب في ذلك، وكأن الذين عاتبوه كانوا يريدون تزويج مشركات.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: نزلت بسبب كناز الغنوي، وقد تقدم ذكره.

                                                                                                                                                                                                                                      وتسمية الكتابي مشركا في قول من جعل الآية عامة، خص منها أهل الكتاب; لأنه إذا رد ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام; فقد اعتقد أنه من عند غير الله، فجعل ما لا يكون إلا من عند الله من عند غيره، وذلك شرك.

                                                                                                                                                                                                                                      وقد تقدم القول في قوله تعالى: ويسألونك عن المحيض .

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى قل هو أذى أي: قذر ونجس.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية