الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه قال الربيع بن أنس، وقتادة : هذا منسوخ بقوله: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال مجاهد : ليس بمنسوخ، على ما قدمناه من قوله.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: الشهر الحرام بالشهر الحرام أي: قتال الشهر الحرام بقتال الشهر الحرام.

                                                                                                                                                                                                                                      قال مجاهد : ردت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة من الحديبية محرما، فأدخله الله مكة في العام المقبل في ذي القعدة، فقضى عمرته، وأقصه بما حيل بينه وبينهم [ ص: 432 ] يوم الحديبية، وقال بمعناه قتادة وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن : قال المشركون للنبي عليه الصلاة والسلام: نهيت عن قتالنا في الشهر الحرام، وأرادوا أن يغزوه في الشهر الحرام فيقاتلوه فيه، فنزلت الآية.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: والحرمات قصاص أي: استحلوا منهم مثل ما استحلوا منكم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم أي: جازوه على اعتدائه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال ابن عباس : نزل هذا، قبل أن يقوى الإسلام، وأمر من أوذي من المسلمين أن يجازي بمثل ما أوذي به، أو يصبر، أو يعفو، ثم نسخ ذلك بقوله: وقاتلوا المشركين كافة [التوبة: 36].

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: نسخ ذلك بتصيره إلى السلطان، [فلا يجوز لأحد أن يقتص من أحد إلا بإذن السلطان].

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية