وقوله: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى : والصلاة الوسطى فيما روي عن علي وابن عباس، وابن عمر، وأبي هريرة، وغيرهم رضي الله عنهم: صلاة العصر، وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وسميت الوسطى على هذا; لأنها بين صلاتي النهار، وصلاتي الليل، وخصت بالذكر; لأنها وقت شغل الناس في أسواقهم، وقت نزول الآية.
وهي عند عكرمة، ومجاهد، وعطاء، وطاووس، وغيرهم: الصبح، وهو [ ص: 534 ] قول مالك، وسميت بذلك; لأنها بين الظلام والضياء، ولا يشركها غيرها في وقتها كسائر الصلوات.
وروي: أنها تشهدها ملائكة الليل، وملائكة النهار.
وعن زيد بن ثابت، وعائشة : أنها الظهر، وسميت بذلك; لأنها وسط النهار.
وعن قبيصة بن ذؤيب : أنها المغرب; وذلك لأن الظهر أول صلاة صلاها جبريل بالنبي عليه الصلاة والسلام.
وقيل: إنما أعيد ذكر الوسطى; لفضلها على سائر الصلوات، كما أعيد ذكر جبريل وميكائيل بعد ذكر الملائكة; لفضلهما.
وقوله: وقوموا لله قانتين قال مجاهد : ساكتين.
ابن عباس، والشعبي : القنوت: الطاعة.
زيد بن أرقم: كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت: وقوموا لله قانتين .
[ ص: 535 ] وتقدم القول في أصل القنوت.
فإن خفتم فرجالا أو ركبانا : أرخص الله تعالى لأهل الخوف أن يصلوا عند شدة الخوف كيف تيسر لهم، وذلك مذكور في [سورة النساء: 102].
وتقدم القول في: والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم ، وفي متعة المطلقة.


