التفسير:
قوله: ليس عليك هداهم قال : كانوا يكرهون أن يتصدقوا على أقربائهم من المشركين، فرخص الله لهم في ذلك. ابن عباس
قيل: تكون الصدقة عليهم من الفريضة، وقيل: من التطوع، وذلك مذكور [ ص: 610 ] في مسائل الزكاة في (سورة براءة) [60].
وروي: أنها نزلت في رضي الله عنهما، وكانت امتنعت من بر جدها أسماء بنت أبي بكر أبي قحافة.
قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ابن جبير حتى نزلت الآية. يتصدق على المشركين
للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله : (اللام) متعلقة بقوله: وما تنفقوا من خير .
: المراد بالآية: المهاجرون من مجاهد قريش.
قتادة، : معنى وابن زيد أحصروا في سبيل الله : حبسوا أنفسهم عن التصرف في معايشهم خوف العدو.
لا يستطيعون ضربا في الأرض أي: لما قد ألزموا أنفسهم من الجهاد.
يحسبهم الجاهل أي: الجاهل بهم.
تعرفهم بسيماهم قال : التواضع، والخشوع. مجاهد
: أثر الفاقة والحاجة. السدي
: رثاثة ثيابهم. ابن زيد
[ ص: 611 ] و(السيما) بالمد والقصر: العلامة.
لا يسألون الناس إلحافا : (ألحف) ، و (أحفى) ، و (ألح في المسألة) : سواء، واشتقاق (الإلحاف) من اللحاف، سمي بذلك; لاشتماله على وجوه الطلب في المسألة، كاشتمال اللحاف في التغطية.
: معناه: لا يكون منهم سؤال، فيكون إلحاف. الزجاج
: هو كقولك: (قلما رأيت مثله) ، وأنت لم تر مثله. الفراء
الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية الآية.
روي عن ابن عباس، وأبي ذر، وأبي أمامة، وغيرهم: أنها نزلت في علف الخيل.
وعن : أنها نزلت في ابن عباس رضي الله عنه، كانت معه أربعة دراهم، فأنفق درهما بالليل، ودرهما بالنهار، ودرهما سرا، ودرهما علانية. علي بن أبي طالب
الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس : [المعنى: لا يقومون في الآخرة إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من] مس [ ص: 612 ] الجنون، عن وغيره، وفي هذا دليل على فساد إنكار من أنكر قتادة وزعم أنه من فعل الطبائع، وجعل الله تعالى هذه العلامة لأكلة الربا; وذلك أنه أرباه في بطونهم، فأثقلهم، فهم إذا خرجوا من قبورهم يقومون ويسقطون. الصرع من جهة الجن،
ومعنى فله ما سلف أي: ما أخذ، وهو مغفور له.
وأمره إلى الله أي: وأمر الربا إلى الله في المستقبل; إن شاء ثبته على التحريم، وإن شاء أباحه.
: معنى الزجاج وأمره إلى الله : الله وليه.
وقيل: المعنى: أن أمر إلى الله تعالى، إن شاء عصمه عن أكله في المستقبل، وإن شاء خذله. النهي عن الربا
ومن عاد أي: من عاد إلى العمل به معتقدا استحلاله.
وقيل: المعنى: من عاد فقال: إنما البيع مثل الربا; فقد كفر.
وأصل {الربا} : الزيادة، من (ربا يربو) .
يمحق الله الربا أي: يتلفه من غير عوض في الدنيا، ولا ثواب في الآخرة.
ويربي الصدقات : بتثمير المال في الدنيا، والثواب في الآخرة.
وقوله: فأذنوا بحرب من الله ورسوله أي: فأيقنوا أنكم حرب الله، ومن [ ص: 613 ] قرأ: {فآذنوا} ؛ فمعناه: فأعلموا غيركم.
وإن تبتم أي: إن تبتم من الربا; فلكم رءوس أموالكم .