التفسير:
(اللبس) : الخلط، فالمعنى: لا تخلطوا ما عندكم في الكتاب من الحق بالباطل; وهو التغيير والتبديل، وروي معنى ذلك عن وغيره. ابن عباس،
وتكتموا الحق وأنتم تعلمون يعني: كتمانهم أمر النبي عليه الصلاة والسلام وهم يعرفونه.
وأقيموا الصلاة قد تقدم القول فيه.
وآتوا الزكاة يعني: الزكاة المفروضة، ; لأنها تطهر المال، [ ص: 207 ] وقيل: لأنها تنميه. سميت زكاة
واركعوا مع الراكعين أي: صلوا مع المصلين، فعبر عن الصلاة بالركوع; إذ هو منها، وقيل: لأن اليهود لا يركعون في صلاتهم، وهم المخاطبون.
أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم قيل: كانوا يأمرون الناس بالتمسك بكتابهم وهم به كافرون; لكفرهم بما فيه من أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل: تأمرون بالصدقة وتبخلون.
ومعنى {وتنسون} ههنا: تتركون.
وأنتم تتلون الكتاب أي: تقرؤونه، وسميت القراءة تلاوة; لأن بعض الحروف فيها يتبع بعضا.
أفلا تعقلون أي: أفلا تمتنعون من المعاصي؟ وأصل (العقل) : المنع.
واستعينوا بالصبر والصلاة قيل: يعني بـ (الصبر) : الصبر عن المعاصي، وقيل: (الصبر) : الصوم، عن والصوم صبر; لأنه إمساك عن الطعام، [ ص: 208 ] وهو أصل الصبر; أعني: الحبس والإمساك، ومنه: (المصبورة) : الدابة تحبس وتجعل غرضا لرمي السهام. مجاهد،
وأمر الله تعالى على هذا القول; لأنه يزهد في الدنيا، وبالصلاة; لأنها يتلى فيها ما يتعظ به. بالاستعانة بالصوم
وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين قيل: معناه: وإن الاستعانة، وقيل: وإن الصلاة، وقيل: وإن إجابة محمد عليه الصلاة والسلام; لأن الصبر والصلاة مما كان يدعو إليه صلى الله عليه وسلم.
والخاشع: المتواضع المستكين، ويكون الخشوع في الصوت والبصر أيضا؟
الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون (الظن) ههنا في قول أكثر المفسرين بمعنى: اليقين، وقيل: هو بمعنى: الشك، على تقدير حذف، المعنى: يظنون أنهم ملاقو ربهم بذنوبهم; لشدة إشفاقهم.
[ ص: 209 ] وجاز أن يستعمل (الظن) لليقين والشك; لأن كل ظن يشوبه يقين، فساغ أن يمال به إلى أحد الجانبين.
: قد يقع الظن بمعنى الكذب. الفراء
ملاقو ربهم : ملاقو جزاء ربهم، وقيل: جاء على المفاعلة وهو من واحد; مثل: (عافاه الله) ، وقيل: يعني به: النظر إلى الله عز وجل. ومعنى
وأنهم إليه راجعون أي: إلى ربهم راجعون، وقيل: إلى جزائه.