التفسير:
nindex.php?page=treesubj&link=28910قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=62والذين هادوا يعني به: اليهود، قيل: سموا بذلك من قولنا: (هاد) ؛ إذا تاب، وأصله: الطمأنينة، فـ (هاد) : اطمأن إلى الإقلاع عن الذنب.
[وقيل: نسبوا إلى يهوذا بن يعقوب عليه السلام، فقلبت الذال دالا حين عرب].
{والنصارى} : منسوبة إلى قرية كان ينزلها
عيسى ابن مريم عليه السلام تسمى:
ناصرة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وغيره.
وقيل: لنصرتهم
عيسى عليه السلام.
و (الصابئون) بالهمز: الخارجون عن الحق، ومنه: (صبأ ناب الصبي) يصبأ، صبوءا; إذا خرج، وإذا لم يهمز; جاز أن يكون من (صبا يصبو) ؛ إذا
[ ص: 245 ] مال، وجاز أن يكون مخففا من المهموز، على ما هو مذكور في باب الهمز في الأصول.
وقد تقدم المراد بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=62الذين آمنوا في أول الفصل.
وقيل: المراد بها: الرهبان الذين صحبهم سلمان.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة : الصابئون: قوم يعبدون الملائكة، ويقرؤون الزبور، ويصلون إلى القبلة.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هم قوم بين اليهود والنصارى، لا تحل مناكحتهم، ولا تؤكل ذبائحهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=63وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هو الجبل الذي ناجى الله تعالى عليه
موسى عليه السلام.
[وعنه أيضا: الطور من الجبال: ما أنبت، دون ما لم ينبت].
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة : (
الطور ) : الجبل أي جبل كان،
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : وهو بالسريانية.
وروي: أن سبب رفع
الطور : أنهم لما لم يؤمنوا بما جاء به موسى; اقتلع الجبل من أصله، ورفع عليهم، وأتوا ببحر من خلفهم، ونار من قبل وجوههم، وقيل لهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=63خذوا ما آتيناكم بقوة ، فأخذوا الكتاب كارهين.
وقيل: رفع عليهم
الطور حين لم يسجدوا فسجدوا، وجعل كل واحد منهم
[ ص: 246 ] ينظر بإحدى عينيه إلى الجبل خوفا من أن يسقط عليهم، وكذلك تسجد اليهود إلى اليوم.
ومعنى {بقوة} : بجد، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وغيره.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=63واذكروا ما فيه أي: ما فيه من أمر الله ونهيه، وصفة محمد صلى الله عليه وسلم.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=64ثم توليتم من بعد ذلك أي: توليتم عن أمر الله من بعد ما رأيتم من الآيات.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=65ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت أي: عرفتموهم، واشتقاق {السبت} [من معنى القطع، فهو يوم قطع العمل، وقيل: {السبت} : الهدوء والراحة، وكان اعتداؤهم في السبت]: أنهم حبسوا فيه الحيتان، وكانت تجتمع فيه ولا تأتي في غيره، وصادوها في الأحد.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=65فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين روي: أنهم مسخوا قردة، فأقاموا ثلاثة أيام، ثم ماتوا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وقال: لم يحي مسخ قط أكثر من ثلاثة أيام، ولم يأكل، ولم يشرب.
وذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد من بين سائر المفسرين- إلى أنهم لم يمسخوا حقيقة المسخ،
[ ص: 247 ] وإنما مسخت قلوبهم.
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : كانوا ثلاث فرق: فرقة نهت، وفرقة عصت، وفرقة لم تنه ولم تعص، ولم يختلف المفسرون في أن التي عصت مسخت، سوى ما ذكرنا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، وأن التي نهت نجت، واختلفوا في التي لم تنه ولم تعص فقيل: مسخت، وقيل: نجت.
ومعنى {خاسئين} : بعداء.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=66فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها أصل (النكال) : المنع، فهو يمتنع من أجله من عمل ما نكل بسببه.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=66لما بين يديها وما خلفها لمن حضر معهم، ولمن يأتي بعدهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=66وموعظة للمتقين أمة
محمد صلى الله عليه وسلم.
وعنه أيضا: ما عملوا قبل صيد الحيتان وبعده.
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: ما بين يدي العقوبة من ذنوبهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=66وما خلفها : [من يعمل مثلها،
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=66لما بين يديها : من ذنوبهم المتقدمة،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=66وما خلفها ]: التي مسخوا بسببها.
والضمير في {فجعلناها} للأمة الممسوخة، أو العقوبة، أو القردة.
التَّفْسِيرُ:
nindex.php?page=treesubj&link=28910قَوْلُهُ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=62وَالَّذِينَ هَادُوا يَعْنِي بِهِ: الْيَهُودَ، قِيلَ: سُمُّوا بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِنَا: (هَادَ) ؛ إِذَا تَابَ، وَأَصْلُهُ: الطُّمَأْنِينَةُ، فَـ (هَادَ) : اطْمَأَنَّ إِلَى الْإِقْلَاعِ عَنِ الذَّنْبِ.
[وَقِيلَ: نُسِبُوا إِلَى يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقُلِبَتِ الذَّالُ دَالًا حِينَ عُرِّبَ].
{وَالنَّصَارَى} : مَنْسُوبَةٌ إِلَى قَرْيَةٍ كَانَ يَنْزِلُهَا
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ تُسَمَّى:
نَاصِرَةَ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ وَغَيْرِهِ.
وَقِيلَ: لِنُصْرَتِهِمْ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَ (الصَّابِئُونَ) بِالْهَمْزِ: الْخَارِجُونَ عَنِ الْحَقِّ، وَمِنْهُ: (صَبَأَ نَابُ الصَّبِيِّ) يَصْبَأُ، صُبُوءًا; إِذَا خَرَجَ، وَإِذَا لَمْ يُهْمَزْ; جَازَ أَنْ يَكُونَ مِنْ (صَبَا يَصْبُو) ؛ إِذَا
[ ص: 245 ] مَالَ، وَجَازَ أَنْ يَكُونَ مُخَفَّفًا مِنَ الْمَهْمُوزِ، عَلَى مَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي بَابِ الْهَمْزِ فِي الْأُصُولِ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ الْمُرَادُ بِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=62الَّذِينَ آمَنُوا فِي أَوَّلِ الْفَصْلِ.
وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِهَا: الرُّهْبَانُ الَّذِينَ صَحِبَهُمْ سَلْمَانُ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ : الصَّابِئُونَ: قَوْمٌ يَعْبُدُونَ الْمَلَائِكَةَ، وَيَقْرَؤُونَ الزَّبُورَ، وَيُصَلُّونَ إِلَى الْقِبْلَةِ.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هُمْ قَوْمٌ بَيْنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، لَا تَحِلُّ مُنَاكَحَتُهُمْ، وَلَا تُؤْكَلُ ذَبَائِحُهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=63وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هُوَ الْجَبَلُ الَّذِي نَاجَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ.
[وَعَنْهُ أَيْضًا: الطُّورُ مِنَ الْجِبَالِ: مَا أَنْبَتَ، دُونَ مَا لَمْ يُنْبِتُ].
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ : (
الطُّورُ ) : الْجَبَلُ أَيَّ جَبَلٍ كَانَ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : وَهُوَ بِالسُّرْيَانِيَّةِ.
وَرُوِيَ: أَنَّ سَبَبَ رَفْعِ
الطُّورِ : أَنَّهُمْ لَمَّا لَمْ يُؤْمِنُوا بِمَا جَاءَ بِهِ مُوسَى; اقْتُلِعَ الْجَبَلُ مِنْ أَصْلِهِ، وَرُفِعَ عَلَيْهِمْ، وَأُتُوا بِبَحْرٍ مِنْ خَلْفِهِمْ، وَنَارٍ مِنْ قِبَلِ وُجُوهِهِمْ، وَقِيلَ لَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=63خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ، فَأَخَذُوا الْكِتَابَ كَارِهِينَ.
وَقِيلَ: رُفِعَ عَلَيْهِمُ
الطُّورُ حِينَ لَمْ يَسْجُدُوا فَسَجَدُوا، وَجَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ
[ ص: 246 ] يَنْظُرُ بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ إِلَى الْجَبَلِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَسْقُطَ عَلَيْهِمْ، وَكَذَلِكَ تَسْجُدُ الْيَهُودُ إِلَى الْيَوْمِ.
وَمَعْنَى {بِقُوَّةٍ} : بِجِدٍّ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=63وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ أَيْ: مَا فِيهِ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَنَهْيِهِ، وَصِفَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=64ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ أَيْ: تَوَلَّيْتُمْ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَيْتُمْ مِنَ الْآيَاتِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=65وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ أَيْ: عَرَفْتُمُوهُمْ، وَاشْتِقَاقُ {السَّبْتِ} [مِنْ مَعْنَى الْقَطْعِ، فَهُوَ يَوْمُ قَطْعِ الْعَمَلِ، وَقِيلَ: {السَّبْتِ} : الْهُدُوءُ وَالرَّاحَةُ، وَكَانَ اعْتِدَاؤُهُمْ فِي السَّبْتِ]: أَنَّهُمْ حَبَسُوا فِيهِ الْحِيتَانَ، وَكَانَتْ تَجْتَمِعُ فِيهِ وَلَا تَأْتِي فِي غَيْرِهِ، وَصَادُوهَا فِي الْأَحَدِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=65فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ رُوِيَ: أَنَّهُمْ مُسِخُوا قِرَدَةً، فَأَقَامُوا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ مَاتُوا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، وَقَالَ: لَمْ يَحْيَ مَسْخٌ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَلَمْ يَأْكُلْ، وَلَمْ يَشْرَبْ.
وَذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْمُفَسِّرِينَ- إِلَى أَنَّهُمْ لَمْ يُمْسَخُوا حَقِيقَةَ الْمَسْخِ،
[ ص: 247 ] وَإِنَّمَا مُسِخَتْ قُلُوبُهُمْ.
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : كَانُوا ثَلَاثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ نَهَتْ، وَفِرْقَةٌ عَصَتْ، وَفِرْقَةٌ لَمْ تَنْهَ وَلَمْ تَعْصِ، وَلَمْ يَخْتَلِفِ الْمُفَسِّرُونَ فِي أَنَّ الَّتِي عَصَتْ مُسِخَتْ، سِوَى مَا ذَكَرْنَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ، وَأَنَّ الَّتِي نَهَتْ نَجَتْ، وَاخْتَلَفُوا فِي الَّتِي لَمْ تَنْهَ وَلَمْ تَعْصِ فَقِيلَ: مُسِخَتْ، وَقِيلَ: نَجَتْ.
وَمَعْنَى {خَاسِئِينَ} : بُعَدَاءَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=66فَجَعَلْنَاهَا نَكَالا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا أَصْلُ (النَّكَالِ) : الْمَنْعُ، فَهُوَ يَمْتَنِعُ مِنْ أَجْلِهِ مَنْ عَمِلَ مَا نُكِلَ بِسَبَبِهِ.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=66لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا لِمَنْ حَضَرَ مَعَهُمْ، وَلِمَنْ يَأْتِي بَعْدَهُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=66وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ أُمَّةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعَنْهُ أَيْضًا: مَا عَمِلُوا قَبْلَ صَيْدِ الْحِيتَانِ وَبَعْدَهُ.
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ: مَا بَيْنَ يَدَيِ الْعُقُوبَةِ مِنْ ذُنُوبِهِمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=66وَمَا خَلْفَهَا : [مَنْ يَعْمَلُ مِثْلَهَا،
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ، nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=66لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا : مِنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُتَقَدِّمَةِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=66وَمَا خَلْفَهَا ]: الَّتِي مُسِخُوا بِسَبَبِهَا.
وَالضَّمِيرُ فِي {فَجَعَلْنَاهَا} لِلْأُمَّةِ الْمَمْسُوخَةِ، أَوِ الْعُقُوبَةِ، أَوِ الْقِرَدَةِ.