الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      من قرأ: {واتخذوا} ؛ فعلى الأمر، يقويه ما قدمناه من خبر عمر رضي الله عنه [ ص: 356 ] ويجوز أن يكون معطوفا على اذكروا نعمتي [البقرة: 123]، كأنه قال ذلك لليهود.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هو من الكلمات التي ابتلي بها إبراهيم، فكأنه قال: (إني جاعلك للناس إماما) وقال: (واتخذوا).

                                                                                                                                                                                                                                      أو على معنى: وإذ جعلنا البيت ؛ لأن معناه: (اذكروا إذ جعلنا البيت)، أو على معنى: (جعلنا البيت مثابة) ؛ لأن معناه: (ثوبوا).

                                                                                                                                                                                                                                      ومن فتح الخاء؛ فعلى الخبر، وهو معطوف على: (وإذ جعلنا البيت).

                                                                                                                                                                                                                                      و (إبراهيم) و (أبراهام): لغتان.

                                                                                                                                                                                                                                      قال ومن كفر} : يجوز أن يكون موضع (من) رفعا بالابتداء، وهي شرط، وخبر الابتداء: (فأمتعه)، وهو الجواب، أو يكون نصبا بإضمار فعل بعدها، وهي للشرط أيضا، أو على المعنى: (وارزق من كفر)، فلا تكون للشرط.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 357 ] ومن قرأ: (فأمتعه ثم أضطره) ؛ فعلى الدعاء، والضمير في: (قال) لإبراهيم، وأعيد (قال) ؛ لطول الكلام، أو لخروجه من الدعاء لقوم إلى الدعاء على آخرين، والفاعل في (قال) على قراءة الجماعة: اسم الله عز وجل.

                                                                                                                                                                                                                                      وفتح (الراء) على قراءة الأمر؛ لالتقاء الساكنين، ويجوز كسرها، ولم نروه.

                                                                                                                                                                                                                                      ربنا واجعلنا مسلمين لك : التثنية على أن المراد: إبراهيم وإسماعيل، والجمع على أن الدعاء لهما ولغيرهما من أهلهما.

                                                                                                                                                                                                                                      إلا من سفه نفسه : قد تقدم القول فيه، وفي: وإنه في الآخرة لمن الصالحين .

                                                                                                                                                                                                                                      (وأوصى بها إبراهيم بنيه): (وصى) و (أوصى) بمعنى، وفي (وصى) معنى التكثير.

                                                                                                                                                                                                                                      (ويعقوب) من رفع؛ فعلى العطف على (إبراهيم)، أو الاستئناف؛ أي: أوصى يعقوب أن يا بني.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن نصب؛ فوجهه: أن الوصية كانت من إبراهيم لبنيه لصلبه، ولابن ابنه يعقوب، فهو معطوف على بنيه.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 358 ] قالوا نعبد إلهك وإله آبائك : الجمع ظاهر، ومن قرأ: (إله أبيك) احتمل أن يكون جمع سلامة، كما قال: (من المتقارب)

                                                                                                                                                                                                                                      فلما تبين أصواتنا بكين وفديننا بالأبينا

                                                                                                                                                                                                                                      ويحتمل أن يكون واحدا، و (إبراهيم): بدل منه، وإسماعيل وإسحاق عطف عليه، ويجوز أن يكون (إبراهيم) على هذه القراءة منصوبا بإضمار (أعني)، وعطف عليه ما بعده.

                                                                                                                                                                                                                                      إلها واحدا : حال من (إلهك)، أو بدل منه، والفائدة فيه: ذكر التوحيد.

                                                                                                                                                                                                                                      قل بل ملة إبراهيم حنيفا [من رفع؛ فعلى إضمار مبتدأ، التقدير: (ملتنا ملة إبراهيم) أو: (الهدى ملة إبراهيم) ].

                                                                                                                                                                                                                                      ومن نصب؛ فالمعنى: بل نتبع ملة إبراهيم، فهو معطوف على المعنى؛ لأن معنى كونوا هودا أو نصارى : اتبعوا اليهودية أو النصرانية.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: انتصب على تقدير: بل نكون أهل ملة إبراهيم، فحذف المضاف. [ ص: 359 ] وقيل: هو إغراء؛ أي: الزموا ملة إبراهيم.

                                                                                                                                                                                                                                      و (حنيفا): حال من (إبراهيم).

                                                                                                                                                                                                                                      صبغة الله نصبها على أنها مردودة على (ملة إبراهيم) فيمن نصب، أو على معنى: (اتبعوا صبغة الله)، ولو قرئت بالرفع؛ لجاز، على تقدير: (هي صبغة الله)، أو على الرد على (ملة إبراهيم) فيمن رفع.

                                                                                                                                                                                                                                      والإدغام في (أتحاجوننا) ؛ لاجتماع المثلين.

                                                                                                                                                                                                                                      والتاء والياء في (أم يقولون) ظاهران.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية