الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      {السفهاء} ههنا: اليهود، عن ابن عباس، وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن : مشركو العرب.

                                                                                                                                                                                                                                      السدي : المنافقون.

                                                                                                                                                                                                                                      وكذلك جعلناكم أمة وسطا أي: عدلا، عن ابن عباس وغيره، وروي ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام.

                                                                                                                                                                                                                                      والكاف من (كذلك) متعلقة بما دل عليه الكلام قبلها، التقدير: (أنعمنا عليكم بأن جعلناكم أمة وسطا، كما أنعمنا عليكم بالهداية إلى الصراط المستقيم).

                                                                                                                                                                                                                                      لتكونوا شهداء على الناس : روي: أن أمة محمد عليه الصلاة والسلام تشهد على سائر الأمم، على ما أخبرهم به نبيهم عليه الصلاة والسلام، [روي معناه عن النبي صلى الله عليه وسلم ].

                                                                                                                                                                                                                                      ويكون الرسول عليكم شهيدا أي: شهيدا عليكم بأعمالكم، وقيل: شهيدا لكم بتصديقكم؛ فـ (على) بمعنى اللام.

                                                                                                                                                                                                                                      وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول يعني: العلم الذي يجب به الثواب والعقاب.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 364 ] وقيل: معناه: ليعلم النبي عليه الصلاة والسلام وأتباعه، [فأخبر تعالى بذلك عن نفسه، كما يقال: (فعل الأمير كذا)، وإنما فعله أتباعه].

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إنه يعني بـ(القبلة): القبلة الأولى، وقيل: الثانية، على أن المعنى: وما جعلنا القبلة التي أنت عليها الآن، كما قال: كنتم خير أمة أخرجت للناس [آل عمران: 110] في قول بعضهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ممن ينقلب على عقبيه : تمثيل يستعمله العرب، والمراد به: من ارتد عن الإسلام حين حولت القبلة.

                                                                                                                                                                                                                                      وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله يعني: التحويلة، عن ابن عباس وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية