وقوله : ليتخذ بعضهم بعضا سخريا أي : ليكون بعضهم لبعض خولا .
وقوله : ولولا أن يكون الناس أمة واحدة الآية : قال : المعنى : الحسن
[ ص: 63 ] لولا أن يكفر الناس جميعا ؛ بسبب ميلهم إلى الدنيا ، وتركهم الآخرة ؛ لأعطينا الكافرين في الدنيا ما وصفناه ؛ . لهوان الدنيا عند الله عز وجل
: المعنى : لولا إرادتنا أن يكون في الكفار غني وفقير ، وفي المسلمين مثل ذلك ؛ لأعطينا الكفار من الدنيا هذا ؛ لهوانها . الكسائي
واستدل بعض العلماء بهذه الآية على ؛ لأن الله تعالى جعل السقوف للبيوت ؛ كما جعل الأبواب لها ، وهذا مذهب مالك رحمه الله . أن السقف لا حق فيه لرب العلو
و (المعارج ) : الدرج ، ومعنى {يظهرون} : يصعدون ، وواحد (المعارج ) : (معرج ) ، ومن قال : (المعاريج ) ؛ فهو جمع (معراج ) .
وقوله : ولبيوتهم أبوابا وسررا أي : من فضة .
{وزخرفا} : (الزخرف ) ههنا : الذهب ، عن وغيره . ابن عباس
: هو ما يتخذه الناس في منازلهم من الأمتعة والأثاث . ابن زيد
[ ص: 64 ] [وقيل : المعنى : وجعلنا لهم زخرفا ؛ أي : غنى ] .
وقيل : المعنى : لجعلنا لهم سقفا ، وأبوابا ، وسررا ، من فضة وزخرف ، فنصب بحذف الجار .
وقوله : ومن يعش عن ذكر الرحمن أي : يعرض عنه ، عن . قتادة
: تظلم عينه ، (عشي يعشى ) ؛ إذا صار أعشى ، و (عشا يعشو ) ؛ إذا لحقه ما يلحق الأعشى ، وأصل الياء في (عشي ) واو ؛ ولذلك كتب (العشا ) بالألف ، وقيل : (عشواء ) . أبو عبيدة
نقيض له شيطانا أي : نسبب له شيطانا ؛ جزاء له على كفره ، وفي الخبر : «أن الكافر إذا خرج من قبره ؛ شفع بشيطان لا يزال معه حتى يدخلا النار ، وأن المؤمن يشفع بملك حتى يقضي الله بين خلقه » .
[ ص: 65 ] وقوله : وإنهم ليصدونهم عن السبيل أي : وإن الشياطين ليصدون الكفار عن سبيل الهدى ، ويحسبون أنهم مهتدون ؛ أي : ويحسب الكفار أن الشياطين مهتدون .
وقيل : إن الضميرين جميعا للكفار .
وقوله : حتى إذا جاءنا يعني : الكافر وقرينه ، في من قرأ بالتثنية ، ومن أفرد ؛ فعلى أنه الكافر ، والمراد : هما جميعا .
وقوله : قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين يعني : المشرق والمغرب ؛ كما يقال : (القمران ) ، و (العمران ) ، وقيل : أراد : مشرق الشتاء ، ومشرق الصيف .
وقوله : ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون : أعلم الله تعالى أنه . منع أهل النار التأسي ، كما يتأسى أهل المصائب بعضهم ببعض
وقوله : فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون : قال : هي في أهل الإسلام ؛ يريد : ما كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم من الفتن . الحسن
: المراد بها : أهل الشرك من قوم النبي صلى الله عليه وسلم . السدي
وقيل : إن قوله أو نرينك الذي وعدناهم يرجع إلى قوله : والآخرة عند ربك للمتقين .
وقوله : فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم يعني : الإسلام .
وقوله : وإنه لذكر لك ولقومك أي : شرف ، وقيل : تذكرة .
[ ص: 66 ] وسوف تسألون أي : تسألون عما عملتم فيه .
: تسألون عن الشكر عليه . الفراء
وقوله : واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا : قال : أي : سلهم إذا لقيتهم ليلة الإسراء ، فلقيهم ، وكان أشد يقينا بأن الله تعالى لم يأمرهم بعبادة غيره من أن يسألهم ؛ فـ {من} التي قبل {رسلنا} على هذا القول- غير زائدة . ابن زيد
وروي : أن في قراءة : {واسأل الذين أرسلنا إليهم قبلك رسلنا} ؛ فـ {من} على هذا زائدة ، وهو قول ابن مسعود والسدي . مجاهد
وقيل : المعنى : سلنا يا محمد عن الأنبياء الذين أرسلنا قبلك ، فحذفت (عن ) ، والوقف على {رسلنا} على هذا تام ، والاستفهام بعده معناه : الإنكار .
وقيل : المعنى : واسأل تباع من أرسلنا من قبلك من رسلنا ، فحذف المضاف ، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد أمته .
[ ص: 67 ]