قوله تعالى: {الم} روي عن جماعة من المفسرين في أقوال ترجع إلى أن كل حرف منها دال على اسم أخذ منه وحذفت بقيته; كقول حروف التهجي الواقعة في أوائل السور وغيره: (الألف من «الله» ، واللام من «جبريل» ، والميم من «محمد» صلى الله عليه وسلم) ، ورواية ابن عباس عن ابن جبير : (أن معنى {كهيعص} : كبير، هاد، [يمين]، عزيز، صادق) ، وغير ذلك من الروايات المذكورات في «الكتاب الكبير» ، وهذا مذهب مستعمل في لغة العرب، ومثله قوله: [من الرجز]. ابن عباس
نادوهم ألا الجموا ألا تا قالوا جميعا كلهم: ألا فا
يريد: (تركبون) ، و (فاركبوا) .: هي فواتح السور، مجاهد : هي من أسماء القرآن، [ قتادة : هي [ ص: 138 ] أسماء السور ومفاتيحها، الحسن : هي من سر القرآن]، ولله تعالى في كل كتاب من كتبه سر، وسأذكر ما جاء فيه منها تفسير خارج عما تضمنه هذا المكان في مواضعه، إن شاء الله تعالى. الشعبي
ذلك الكتاب قيل: {ذلك} بمعنى: (هذا) ، وقال : المعنى: هذا القرآن ذلك الكتاب الذي كنتم تستفتحون به على الذين كفروا. المبرد
الكسائي: قال: {ذلك} ؛ لأن الكتاب نزل من السماء، والرسول من الأرض.
لا ريب فيه : نفي عام، وفيه للخصوص معنى; لأن المعنى: لا ريب فيه عند من وفقه الله عز وجل، و (الريب) : الشك.
ومعنى يؤمنون بالغيب : بما غاب عنهم مما أخبرت به الأنبياء عليهم السلام، وقيل: معناه: يؤمنون بقلوبهم، بخلاف المنافقين.
وأصل (الإيمان) في اللغة: التصديق، ثم ينضاف إليه في الشريعة العمل.
[ ص: 139 ] ويقيمون الصلاة الصلاة من الآدميين: تكون الدعاء، وتكون الصلاة المعروفة، ومن الملائكة: الدعاء، ومن الله عز وجل: الرحمة، وقد ذكرنا اشتقاقها في «الكبير» ، وإقامتها: إدامتها، وقيل: أداؤها بواجباتها.
ومما رزقناهم ينفقون قيل: المراد بـ (الإنفاق) ههنا: الزكاة، وقيل: الإنفاق في الجهاد، وقيل: التطوع، وقيل: إنفاق المرء على نفسه وعياله.
والذين يؤمنون بما أنـزل إليك هذا وصف لمن آمن من أهل الكتاب، والأول لمن آمن من مشركي العرب.
وقيل: الأول والثاني لنوع واحد، ودخول (الواو) كدخولها في: إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات [الأحزاب: 35].
وأولئك هم المفلحون الفلاح: الظفر بالبغية، وقيل: البقاء، فالمعنى: الظافرون ببغيتهم، والباقون في رحمة ربهم.